سجّل استهلاك البروبان في أميركا قفزة تاريخية خلال شهر يناير/كانون الثاني (2025)؛ إذ بلغ أعلى مستوى له منذ 18 عامًا، نتيجة موجة برد حادة اجتاحت أجزاء واسعة من البلاد.
وبحسب تقرير حديث، اطّلعت عليه وحدة أبحاث الطاقة (مقرّها واشنطن)، بلغ استهلاك الولايات المتحدة من البروبان 1.48 مليون برميل يوميًا، وهو أعلى مستوى شهري مسجل منذ فبراير/شباط (2007).
وجاءت هذه الزيادة نتيجة موجة برد شديدة أدت إلى ارتفاع حاد في الطلب على التدفئة ودفعت أسعار البروبان نحو الصعود.
والبروبان هو أحد الغازات السائلة الناتجة عن معالجة الغاز الطبيعي وتكرير النفط الخام، ويعد من مصادر الطاقة الأساسية للتدفئة في الولايات المتحدة، ولا سيما في فصل الشتاء، إذ يتأثر استهلاكه بدرجات الحرارة، وعادة ما يكون شهر يناير/كانون الثاني أكثر أشهر السنة برودةً.
استهلاك البروبان في أميركا خلال يناير
كان يناير/كانون الثاني (2025) أكثر الأشهر برودة منذ يناير/كانون الثاني (2014)، وفقًا لمؤشر درجة التدفئة اليومية، وأدى ذلك إلى ارتفاع استهلاك البروبان في أميركا.
وبحسب التقرير الصادر عن إدارة معلومات الطاقة، اليوم الإثنين 7 أبريل/نيسان (2025)، أسهمت برودة الطقس في ارتفاع الطلب على التدفئة، ما أدى إلى زيادة طفيفة في أسعار البروبان، ومن ثم رفع نفقات الأسر الأميركية على الوقود خلال هذا الشهر.
وفي منطقة الغرب الأوسط، التي تشهد أعلى مستوى طلب على البروبان للتدفئة، يُستهلك 83% من البروبان لأغراض التدفئة، مع تخصيص النسبة المتبقية لاستعمالات أخرى.
وشهدت المنطقة في يناير/كانون الثاني (2014) أزمة في سوق البروبان نتيجة ارتفاع الطلب إثر برودة الطقس، وهو ما دفع أسعار البروبان السكنية والجملة للارتفاع، بعد أن سجل الاستهلاك مستويات قياسية في نوفمبر/تشرين الثاني (2013)؛ نتيجة لاستعماله في تجفيف الحبوب.
وأظهر التقرير أن إنتاج البروبان الأميركي سجّل مستويات قياسية في محطات معالجة الغاز الطبيعي، وأسهم ذلك في زيادة استهلاك المحلي، إلى جانب تسجيل صادرات غير مسبوقة.
فقد نمت صادرات أميركا من البروبان على مدار 17 عامًا متتالية، في ظل ارتفاع الطلب العالمي على البروبان كونه مادة خامًا رئيسة في الصناعات البتروكيماوية.
وبلغ متوسط صادرات البروبان الأميركية 1.8 مليون برميل يوميًا في 2024، وهو أعلى مستوى تاريخي منذ بدء تسجيل البيانات في 1973، بحسب ما رصدته وحدة أبحاث الطاقة.
وعلى مدار 17 عامًا، شهدت صادرات أميركا من البروبان نموًا سنويًا، مدعومة بزيادة الطلب من دول شرق آسيا، وخاصة الصين، وبفضل انخفاض الأسعار مقارنة بالدول الأخرى.

مخزونات البروبان الأميركية
أظهر تقرير إدارة معلومات الطاقة أن مخزونات البروبان الأميركية هبطت خلال شهر يناير/كانون الثاني الماضي؛ ما رفع من احتمالات زيادة الأسعار.
وأوضح أن مخزونات البروبان في أميركا تعكس توازن العرض والطلب؛ إذ عادةً ما تبدأ عمليات الضخ والتخزين بداية من شهر أبريل/نيسان حتى أكتوبر/تشرين الأول، ثم تبدأ عمليات السحب خلال فصل الشتاء.
ومع بداية موسم التدفئة الشتوي، كانت مخزونات البروبان الأميركية عند مستويات جيدة، بفضل تخزين 98 مليون برميل، وهو ما يتجاوز متوسط السنوات الـ5 الماضية (2020-2024).
ومع تعرض البلاد لموجة برد قاسية في يناير/كانون الثاني الماضي، انخفضت المخزونات بنحو 22 مليون برميل من المخزونات، وهو أكبر سحب شهري منذ يناير/كانون الثاني 2017، وفق ما رصدته وحدة أبحاث الطاقة.
وكانت منطقة الغرب الأوسط الأكثر تأثرًا؛ حيث انخفضت مخزونات البروبان إلى أدنى مستوى لها منذ أكثر من عقد، على الرغم من أن هذه المخزونات كانت في بداية موسم التدفئة الشتوي عند أعلى مستوى لها خلال السنوات الـ10 الماضية.
بالإضافة إلى ذلك، تمثل منطقة الغرب الأوسط قرابة ثلث إجمالي المنازل الأميركية التي اعتمدت على البروبان مصدرًا للتدفئة في عام 2024، والتي يقدر عددها بنحو 6.6 مليون منزل.
موضوعات متعلقة..
اقرأ أيضًا..
المصدر: