بالتفاصيل.. مصر وتونس تبحثان شراكة استراتيجية في مجال الزراعة والأمن الغذائي

جانب من اللقاء

شهد مقر إقامة السفير المصري بالعاصمة التونسية،  اجتماعًا رفيع المستوى جمع عددًا من كبار المسؤولين والمستثمرين من مصر وتونس، وذلك على هامش اجتماعات مرصد الصحراء والساحل. 

وجاء اللقاء بدعوة من السفير باسم حسن، سفير جمهورية مصر العربية لدى تونس، بهدف تعزيز التعاون الزراعي وتوسيع آفاق الاستثمار المشترك بين البلدين.

حضر الاجتماع وزير الزراعة واستصلاح الأراضي المصري السيد علاء فاروق، إلى جانب كل من سمير عبيد وزير التجارة والاستثمار، وعز الدين بن الشيخ وزير الفلاحة والموارد المائية والصيد البحري، والحبيب عبيد وزير البيئة بالجمهورية التونسية. 

كما شارك فيه عدد من الشخصيات البارزة، من بينهم الدكتور حسام شوقي رئيس مركز بحوث الصحراء، ونائب رئيس الاتحاد التونسي للصناعة والتجارة حمادي الكعلي، والمستثمر التونسي عبد السلام الواد، والمستشار عبد المحسن شافعي نائب رئيس البعثة المصرية، إلى جانب عدد من المسؤولين والخبراء من الجانبين.

ترحيب رسمي يؤكد عمق العلاقات الثنائية

استهل السفير باسم حسن اللقاء بكلمة ترحيبية عبّر فيها عن سعادته بجمع هذا الحشد من المسؤولين والمستثمرين من البلدين، مؤكدًا على عمق العلاقات الأخوية التي تجمع بين مصر وتونس، وأهمية هذا اللقاء في دفع جهود التعاون الثنائي نحو آفاق أرحب، خاصة في المجالات الحيوية كالزراعة والأمن الغذائي.

 شراكة استراتيجية راسخة الجذور

من جانبه، أكد وزير الزراعة علاء فاروق، أن العلاقات المصرية التونسية علاقات استراتيجية تضرب بجذورها في التاريخ، وتستند إلى مصالح مشتركة بين الشعبين الشقيقين، مشددًا على أن هذا اللقاء يعكس الإرادة السياسية القوية لدى قيادتي البلدين، الرئيس عبد الفتاح السيسي والرئيس قيس سعيد، لتعزيز الشراكة والتكامل الاقتصادي، لا سيما في القطاع الزراعي الذي يمثل ركيزة أساسية لتحقيق الأمن الغذائي والتنمية المستدامة في المنطقة.

التوافق على دعم التبادل الزراعي والاستثمارات المشتركة

ناقش الجانبان سبل تعزيز التعاون الزراعي وفتح الأسواق بين البلدين، مؤكدين ضرورة إزالة كافة المعوقات التي تعرقل انسياب السلع الزراعية.

 كما تم الاتفاق على تشجيع الاستثمارات التونسية في القطاع الزراعي المصري، خاصة في مجال زراعة الزيتون، نظرًا للخبرة التونسية الواسعة في هذا المجال، إلى جانب بحث فرص الاستثمار في زراعة وتصنيع التين الشوكي في مصر، لما له من عوائد اقتصادية واعدة.

وتطرّق اللقاء إلى التعاون في زراعة بنجر السكر والقمح في تونس، والاستفادة من التجربة المصرية في رفع كفاءة إنتاج المحصولين، بما يسهم في دعم الأمن الغذائي في تونس.

تعاون علمي وتكنولوجي بين مراكز البحوث في البلدين

كما تناول اللقاء سبل تعزيز التعاون البحثي ونقل التكنولوجيا الزراعية، من خلال تبادل الخبرات العلمية والتقنية بين مراكز البحوث في البلدين، وفي مقدمتها مركز بحوث الصحراء في مصر الذي يمتلك خبرات فنية وعلمية تمتد لأكثر من 75 عامًا.

 وتم التأكيد على أهمية التعاون في مجالات تحسين كفاءة استخدام المياه، وتطوير نظم الري الحديثة، واستنباط أصناف زراعية مقاومة للجفاف والملوحة، إلى جانب إدارة البيئات الصحراوية والأراضي الهامشية.

مقترح لعقد دائرة مستديرة لتعزيز الاستثمار الزراعي

اقترح الاجتماع المشترك عقد "دائرة مستديرة موسعة" تجمع كبار المستثمرين من القطاعين العام والخاص، إلى جانب ممثلي الجهات الحكومية والبحثية، تحت عنوان: "فرص وآفاق الاستثمار الزراعي المشترك بين مصر وتونس"، وذلك بهدف دفع عجلة الاستثمار وتوسيع نطاق التعاون الزراعي بين البلدين.

اتفاق على آلية موحدة لتسويق المنتجات الزراعية

واتفق المشاركون على ضرورة العمل على آلية مشتركة لتسويق المنتجات الزراعية في الأسواق الإقليمية والدولية، من خلال تنظيم معارض زراعية مشتركة في البلدين، وترويج المنتجات تحت شعار "منتجات زراعية من واحات المتوسط"، مع الاستفادة من الاتفاقيات التجارية الإقليمية التي تجمع بين مصر وتونس لدعم الصادرات المشتركة.

 إشادة بالأجواء الإيجابية وتأكيد على المتابعة

في ختام اللقاء، أعرب المشاركون عن ارتياحهم للأجواء الإيجابية والبنّاءة التي سادت الاجتماع، مشددين على أهمية تحويل التوصيات المطروحة إلى خطوات عملية ملموسة، مع استمرار التنسيق بين الجهات المعنية من الجانبين، بما يسهم في تحقيق شراكة استراتيجية حقيقية في مجالات الزراعة والاستثمار والتنمية المستدامة.