أخبار عاجلة
أسهل طريقة لعمل العجة المصرية الصحية -
موعد وقفة عرفات وعيد الأضحى 2025 فلكيًا.. (تفاصيل) -
كشف توقيت الفترة الاستثنائية في فرنسا -
وفاة الرئيس التونسي المؤقت الأسبق فؤاد المبزع -
موخاريق : يجب تخفيض الضريبة لتحسين دخل الأجراء -

وزراء أفارقة يتفقون بمكناس على خطة زراعية ودعم تفاوضي موحّد للقارة

وزراء أفارقة يتفقون بمكناس على خطة زراعية ودعم تفاوضي موحّد للقارة
وزراء أفارقة يتفقون بمكناس على خطة زراعية ودعم تفاوضي موحّد للقارة

وضعت أجندة الملتقى الدولي للفلاحة بالمغرب، المستمرة فعالياته بمدينة مكناس، “الفلاحة الغابوية” في قلب تحديات “المرونة المناخية”، من خلال تدارس وزراء الفلاحة من مختلف الدول الإفريقية الموضوع، اليوم الأربعاء، مجمعين على “رؤية إفريقية للأمن الغذائي والتنمية المستدامة”، و”دعم الموقف التفاوضي للقارة”، لا سيما مع اقتراب “كوب 30” بالبرازيل.

جاء ذلك في إطار انعقاد الدورة الخامسة من المؤتمر الوزاري السنوي لمبادرة تكييف الفلاحة الإفريقية مع التغيرات المناخية (المعروفة اختصارا بـ AAA)، التي جاءت لعرض “الخلاصات الأساسية للمائدة المستديرة العلمية التي انعقدت يوم أمس (22 أبريل)، متناولة موضوعا محوريًا: “الفلاحة الغابوية في خدمة الأمن الغذائي والمرونة المناخية بإفريقيا: ربط العلم بالسياسة”، حسبما أبرزته كلمات عدد من الوزراء الأفارقة الحاضرين.

وحسب المعطيات التي توفرت لهسبريس، فإن هذه الجلسة العلمية توجّت أشغالها بإعداد وثيقة مرجعية مهمة تهدف إلى دعم موقف المفاوضين الأفارقة والوفود الإفريقية خلال مؤتمر الأطراف الثلاثين (COP30) المرتقب أن تستضيفها البرازيل في المدينة الأمازونية “بيليم”.

ورقة أساسية

مع ضغط الوقت قبل حلول مؤتمر الأطراف الثلاثين للمناخ، قال أحمد البواري، وزير الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات، بصفته رئيس المبادرة المذكورة، إن “لقارّتنا ورقة أساسية تلعبها؛ إذ يمثل هذا المؤتمر فرصة فريدة لإفريقيا لتعزيز مواقفها، والتعبير عن أولوياتها بوضوح، والمساهمة الفعالة في تحديد حلول عالمية وعادلة وطموحة”.

مستندا لأرقام الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ، ذكر الوزير أن “درجة حرارة إفريقيا ترتفع بوتيرة أسرع من المتوسط العالمي، بمعدل +0.3 درجة مئوية في العقد الواحد، ما يفضي إلى تفاقم موجات الجفاف وتعطيل هطول الأمطار وتسريع تآكل التربة، مما يهدد المحاصيل الزراعية والأمن الغذائي لملايين الأسر”.

“استجابة إفريقية طموحة”

إزاء هذه الخلفية، تُقدم مبادرة التكيف الزراعي التي أطلقها الملك محمد السادس “استجابة إفريقية طموحة لتعزيز القدرة على التكيف الزراعي، وهي الآن بصدد ترسيخ نفسها كمنصة أفريقية مرجعية للتكيف الزراعي، وفق المسؤول الحكومي ذاته، شارحا أنها “تجمع الحكومات والمؤسسات المالية والباحثين والجهات الفاعلة في مجال التنمية حول الرؤية نفسها”.

وقال: “اليوم، أكثر من أي وقت مضى، يجب أن تصبح هذه المبادرة قُوّة تعبوية؛ لأن الأرقام واضحة: بدون اتخاذ إجراءات قوية، قد تفقد إفريقيا ما يصل إلى 25% من إنتاجها الزراعي بحلول عام 2050”.

وشدد على أن “القارة، والمغرب على الخصوص، يجددان الالتزام من أجل فلاحة غابوية مرنة ومستدامة”، متوقعا أن تكون للمؤتمر الوزاري الخامس لمبادرة “تكييف الفلاحة الإفريقية مع التغيرات المناخية” بمكناس توصيات وخلاصات ملموسة على سبيل الدفاع عن الفلاحة والأمن الغذائي للقارة.

“أكثر من تقنية”

رئيس “مبادرة تكييف الفلاحة الإفريقية” عدّ الفلاحة الغابوية (l’agroforesterie) “في صميم مناقشاتنا هذا العام كرافعة قوية لتوفير استجابة ملموسة ومستدامة لتحديات المناخ والغذاء. إنها أكثر من مجرد تقنية، إنها رؤية لمستقبل زراعتنا، واستجابة إفريقية مجربة ومختَبَرة، تستند إلى معرفتنا ومجالاتنا الترابية”.

وأجمل: “فهيَ تصُون التربة وتحمي المياه وتولد الدخل وتخلق فرص العمل. ويجب أن تصبح ركيزة أساسية لسياساتنا الزراعية والمناخية. وعلى غرار المبادرات الإفريقية الكبرى مثل السور الأخضر العظيم في منطقة الساحل أو مبادرة AFR100 لاستعادة المناظر الطبيعية للغابات، فإن ذلك يدل على أن التحالف بين الطبيعة والزراعة يمكن أن يصبح رافعة قوية للتحول الإقليمي والتنمية القروية”.

وبحلول عام 2040، حسب البواري، “يمكننا أن نشهد ظهور نموذج زراعي إفريقي جديد، يستند إلى ثلاث ركائز: الذكاء البيئي، مع نظم زراعية غابوية عالية الأداء”، ثم “العدالة الاقتصادية، من خلال سلاسل القيمة القروية الشاملة، فـ”السيادة الغذائية، مدعومة بزراعة قادرة على التأقلم مع المناخ ومتصلة بالأسواق”.

تقاطع التكنولوجيا والاستدامة

من جهته، تحدّث عبد الحكيم الواعر، المدير العام المساعد لمنظمة الأغذية والزراعة (فاو) الممثل الإقليمي لإقليم الشرق الأدنى وشمال إفريقيا، عن أهمية ضمان “أمن الغذاء” بوصفه ثاني الأهداف الأممية للتنمية المستدامة، معتبرا أن “بعض دول القارة مازالت بعيدة عن تحقيقه في حال ما لم يتم التحرك الفوري والملموس”، مثيرا “حلولا مبتكرة للتكيف مع تحديات المياه في منطقة شمال إفريقيا”.

وقال الواعر متحدثا خلال المؤتمر الوزاري السنوي الخامس لمبادرة تكييف الفلاحة الإفريقية، بحضور وازن لممثلي المؤسسات المالية والتقنية، وشركاء التنمية، والقطاع الخاص، إلى جانب نخبة من الباحثين، وممثلي معاهد التنمية، وخبراء علميين وأكاديميين: “نقف اليوم عند تقاطع التكنولوجيا والاستدامة، حيث يُحدث الذكاء الاصطناعي ثورة في الزراعة. الذكاء الاصطناعي هو أكثر من مجرد أتْمَتة؛ إنه المفتاح لمستقبل تكون فيه الزراعة أكثر كفاءة ومرونة وصديقة للبيئة”.

وأضاف: “تساعد التقنيات التي تعمل بالذكاء الاصطناعي المزارعين الأفارقة على تحسين غلة المحاصيل من خلال الزراعة الدقيقة، مما يمكنهم من استخدام المياه والأسمدة والمبيدات بكفاءة”، مبرزا “تنبُّأ نماذج التعلم الآلي بأنماط الطقس، مما يساعد صغار المزارعين على الاستعداد لموجات الجفاف أو الأمطار الغزيرة. وتوفر الطائرات الذكية بدون طيار وأجهزة الاستشعار الذكية رؤى في الوقت الحقيقي حول صحة التربة، مما يوجه ممارسات الإدارة المستدامة للأراضي”.

وبالإضافة إلى الكفاءة، يعزز الذكاء الاصطناعي، وفق المتحدث ذاته، “المرونة من خلال دعم الكشف المبكر عن الأمراض وأنظمة الرّي الآلية، مما يضمن إنتاج الغذاء بشكل متسق مع حماية البيئة”، خالصا إلى أنه بتبني الحلول القائمة على الذكاء الاصطناعي، يمكن لإفريقيا تحسين الأمن الغذائي ومكافحة التحديات المناخية وتمكين المزارعين من خلال اتخاذ قرارات قائمة على البيانات.

كما تناول الكلمة وزراء فلاحة أفارقة من دول مختلفة، فضلا عن محمد فكرات، رئيس مجلس الإدارة الجماعية لمجموعة القرض الفلاحي بالمغرب، الذي شدد على “حتمية تسهيل القنوات التمويلية في ضمان استدامة الفلاحة الغابوية وضمان مرونة مناخية”.

وحسب المنظمين، يسعى المؤتمر الوزاري لترسيخ “المقاربة التنسيقية نحو الاعتراف العالمي بالدور الحاسم الذي تلعبه الفلاحة الغابوية في إفريقيا، ليس فقط في تحقيق الأمن الغذائي، بل أيضًا في تعزيز صمود المنظومات البيئية والاجتماعية، وكذا في تعبئة التمويلات المناخية المستحقة للقارة”.

والمؤتمر منصةٌ سياسية رفيعة المستوى، تلُمّ وزراء الفلاحة من مختلف الدول الإفريقية بهدف رسم معالم التوجهات الاستراتيجية الكبرى للمبادرة، وتعزيز التنسيق القاري المشترك من أجل فلاحة قادرة على الصمود أمام التحديات المناخية المتزايدة. “إذ لا يمكن تصور تنمية اقتصادية واجتماعية متكاملة في القارة بدون فلاحة مرنة ومستدامة”.

هذا الموعد الإفريقي البارز، الذي ينعقد سنويا في إطار “سيام”، يعدّ لحظة هامة لتبادل الرؤى والتجارب والتوصيات؛ إذ انكبّ المشاركون-حسب ما تابعته هسبريس-على نقاش السبل الكفيلة بتسريع تفعيل التدابير الملائمة وتقوية الجبهة الإفريقية الموحَّدة في وجه التغير المناخي مع اقتراب “كوب 30”.

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

السابق البيت الأبيض: ترامب يشعر بخيبة أمل تجاه زيلينسكي وصبره بدأ ينفد
التالى أحمد ياسر ريان يقود البنك الأهلي للفوز على مودرن سبورت في ذهاب ربع نهائي كأس الرابطة