تشهد الساحة الاقتصادية الدولية واحدة من أكثر الفترات اضطرابا في العقود الأخيرة، نتيجة التوترات الجيوسياسية والحرب التجارية المتصاعدة بين أمريكا والصين، وهو ما نتج عنه بيئة استثمارية يغلب عليها الترقب والحذر.
أمام هذا الواقع الضبابي، يتحدث خبراء المال عن ضرورة تبني فلسفة استثمارية جديدة، قوامها المرونة، وجوهرها التنويع، وهدفها حماية رأس المال وسط عاصفة تتقلب فيها المعطيات يوما تلو الأخر.
وفي هذا التقرير من بانكير نقدم خريطة استثمارية لمن لا يعرفون طريقة استثمار أموالهم في ظل الوضع الاقتصادي العالمي الذي يشهد حالة كبيرة من الارتباك.
قواعد جديدة تحكم استثمار الأموال
لم تعد الأسواق تدار بالمؤشرات الاقتصادية فقط، بل أصبحت قرارات المستثمرين مرهونة بتغريدة سياسية، أو تطور في ممر مائي، أو تعثر في مفاوضات تجارية بين قوتين عظميين.
ويجمع خبراء المال على أن هذه المرحلة التاريخية تفرض على المستثمرين الابتعاد عن النمطية التقليدية، وتدفعهم نحو صياغة استراتيجيات مدروسة، تستند إلى تحليل شامل للمخاطر وتقدير دقيق لمعدل الأمان.
أفضل طريقة للاستثمار وقت الصراعات
في طليعة التوصيات التي تبرز على لسان خبراء الاستثمار، تأتي قاعدة "التنويع لا التفرد"، وذلك من أجل استثمار آمن، فتركيز الثقل الاستثماري في أصل واحد بات أشبه بمقامرة مكلفة في زمن اللايقين.
وفي المقابل، فإن توزيع الاستثمارات بين الذهب، والسندات، والعقارات، والأسهم، يشكل درعا يصد الضربات المفاجئة التي توجهها الأسواق من حين لآخر، ويمنح المحافظ قدرة أكبر على التوازن والاستمرار.
الذهب والسندات.. أفضل الاستثمارات
حين تتعثر الأسواق وتضطرب التوقعات، لا يجد المستثمرون ملاذا أكثر ثقة من الأصول الآمنة، وهنا تتقدم أدوات مثل الذهب والسندات المدعومة حكوميا إلى الواجهة، بوصفها حائط صد يحفظ قيمة المدخرات ويحميها من التآكل تحت وقع تقلبات الأسعار أو المفاجآت السياسية.
ورغم أولوية الأمان، إلا أن نوافذ النمو لا تزال مفتوحة لمن يتقن اختيار التوقيت والوجهة، فهناك قطاعات أثبتت مرونتها وسط الأزمات، مثل الأغذية والرعاية الصحية والاتصالات، وأخرى تشق طريقها بخطى واثقة نحو المستقبل، كالتكنولوجيا والطاقة المتجددة والذكاء الصناعي.
ويؤكد خبراء الاقتصاد أن الجمع بين هذه المسارات، هو السبيل لبناء محفظة ديناميكية تحسن الأداء وتحد من المخاطر في آن واحد.
المرونة الاستثمارية لم تعد خيارا
في ظل تشظي التوقعات، وتراجع منسوب الثقة، وتعدد مسارات الصراع الاقتصادي، يدعو خبراء المال إلى استراتيجية تقوم على التكيف المستمر، والانتباه للتفاصيل الصغيرة، وإعادة ضبط البوصلة عند كل منعطف.
وينصح خبراء الاقتصاد المستثمرين، بضرورة الإصغاء لنبض السوق، والتفرقة بين الاستثمار الآمن والغير الآمن، مع ضرورة يمراجعة كافة الخيارات بشكل دوري، وتنويع الاستثمار بين مختلف المحافظ الاستثمارية.
إخلاء مسؤولية إن موقع عاجل الإخباري يعمل بطريقة آلية دون تدخل بشري،ولذلك فإن جميع المقالات والاخبار والتعليقات المنشوره في الموقع مسؤولية أصحابها وإداره الموقع لا تتحمل أي مسؤولية أدبية او قانونية عن محتوى الموقع.
