الاثنين 07 ابريل 2025 | 04:04 مساءً

جولة الرئيس السيسي ونظيره الفرنسي
في قلب العاصمة المصرية، تقف القاهرة القديمة شامخة بشوارعها الضيقة، ومساجدها العريقة، وأسواقها التي تفوح منها رائحة الزمن الجميل، حاملة بين جدرانها إرثًا معماريًا وثقافيًا لا يُقدَّر بثمن، وتضم المنطقة التاريخية مواقع فريدة مثل مسجد الحسين، وشارع المعز، وخان الخليلي، وسوق النحاسين، وغيرها من الكنوز المعمارية التي تعكس جماليات العمارة الإسلامية والقبطية، وتشهد على عصور متعاقبة من الإبداع المصري الأصيل، إذ لا تعتبر هذه البقعة الساحرة مجرد مكانًا، بل ذاكرة متحركة تعكس روح مصر عبر العصور.
القاهرة التاريخية
حظيت القاهرة التاريخية، أمس، بلحظة فريدة من نوعها، حين قام الرئيس عبد الفتاح السيسي بجولة ميدانية برفقة نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون، جابا خلالها أبرز معالم المنطقة، واستُقبل الزعيمان بحفاوة بالغة من أهالي الحسين وخان الخليلي، الذين عبّروا عن فخرهم وامتنانهم لاهتمام القيادة السياسية بتراثهم الحي.
جولة الرئيس السيسي ونظيره الفرنسي
وتوقفت زيارة الرئيسان عند عدة نقاط بارزة، منها مسجد الحسين الذي شهد تطويرًا شاملاً مؤخرًا، كما استمتع الضيف الفرنسي بأجواء القاهرة الشعبية، وسط البازارات التاريخية وروائح العطور والمأكولات المصرية الأصيلة، والتقاط الصور التذكارية مع المواطنين، والجلوس على مقهى نجيب محفوظ.
وما أضفى طابعًا إنسانيًا ومؤثرًا على الجولة، هو أن الرئيس السيسي كان يعود إلى أحد الأماكن التي نشأ فيها في طفولته، ما جعل الجولة أكثر قربًا من الناس، وأكثر عمقًا في دلالتها، وقد حرص الرئيس على إظهار الجوانب الحضارية والإنسانية للمكان، مشيرًا إلى الجهود المبذولة للحفاظ على هذا التراث الفريد، ونقله للأجيال القادمة بشكل أكثر تنظيمًا وتطويرًا، دون المساس بجوهره وروحه.
وتأتي هذه الجولة في إطار استراتيجية شاملة قادها الرئيس السيسي للحفاظ على القاهرة التاريخية وتطويرها، والتي بدأت بتوجيهات رئاسية صارمة لتأهيل المناطق التراثية بما يتماشى مع المعايير الدولية للحفاظ على التراث، وقد شملت أعمال التطوير ترميم عدد كبير من المباني الأثرية، وإعادة تنظيم الأسواق العشوائية، وتحديث البنية التحتية، إلى جانب تحويل بعض المناطق إلى مراكز جذب سياحي وثقافي عالمي، مثلما حدث في شارع المعز ومنطقة الحسين.
وشملت أبرز مراحل التطوير أيضًا فتح مسارات بصرية جديدة تربط المعالم التاريخية، وتطوير الأرصفة والمداخل، وتوحيد واجهات المحال التجارية، بما يحفظ الطابع المعماري ويعزز من التجربة السياحية.
كما تم تنفيذ مشروع "إحياء القاهرة التاريخية" الذي يضم عدة مراحل لإعادة إحياء نسيجها العمراني والاقتصادي، وتوفير بيئة حضارية لأهالي المنطقة وزائريها، مع الحفاظ على الهوية الثقافية الفريدة التي تميزها، وبهذه الجهود المتواصلة، تعود القاهرة القديمة لتكون مجددًا متحفًا مفتوحًا يروي حكاية مصر بعبق الماضي وأمل المستقبل.
القاهرة التاريخية
تطوير منطقة الحسين
شملت أعمال ترميم منطقة الحسين، تجديد سجد الحسين وإنشاء ساحة جديدة محيطة به، بالإضافة إلى إقامة سور معدني يحيط بالمسجد والساحة، وإقامة منطقة بازارات تضم 150 بازارًا بمساحات تتراوح بين 30 إلى 70 مترًا مربعًا، موزعة على دورين، مع تخصيص دور للورش الحرفية وآخر للشقق السكنية.
تطوير منطقة خان الخليلي
كما شملت عملية تطوير منطقة خان الخليلي، إعادة ترميم الواجهات وتصميم واجهات المباني على الطراز الإسلامي، مع تغيير الأبواب والنوافذ غير المتناسقة، وتنفيذ مشربيات تتناسب مع النسيج العمراني للمنطقة، وإزالة المباني المتصدعة والآيلة للسقوط، واستغلال المساحات لإقامة فنادق ذات طابع إسلامي، وجراجات ميكانيكية متعددة الطوابق، ومبانٍ خدمية.
مستقبل القاهرة التاريخية
تهدف هذه المشروعات إلى تحويل القاهرة التاريخية إلى متحف مفتوح، مع الحفاظ على المباني الأثرية وإعادة استخدامها بشكل يتناسب مع قيمتها التاريخية، وتنمية الحرف التراثية واليدوية، وتوفير بيئة سياحية متكاملة تدعم الاقتصاد المحلي وتوفر فرص عمل جديدة.







اقرأ ايضا
إخلاء مسؤولية إن موقع عاجل نيوز يعمل بطريقة آلية دون تدخل بشري،ولذلك فإن جميع المقالات والاخبار والتعليقات المنشوره في الموقع مسؤولية أصحابها وإداره الموقع لا تتحمل أي مسؤولية أدبية او قانونية عن محتوى الموقع.