توصل باحثون من المركز الطبي بجامعة رادبود الهولندية إلى أن دواءً متاحًا حاليًا في الأسواق يمكن أن يفتح آفاقًا جديدة لعلاج مرضى تسمم الدم (الإنتان)، من خلال إعادة تنشيط الخلايا المناعية التي تفقد قدرتها على العمل بسبب ما يُعرف بـ"شلل المناعة".
كان الاعتقاد السائد أن الوفيات الناتجة عن الإنتان تعود إلى استجابة مناعية مفرطة العدوانية تسبب فشلًا في الأعضاء الحيوية مثل الكلى والرئتين. لكن الأبحاث الحديثة أظهرت أن بعض الحالات ترتبط باستجابة مناعية مثبطة بشدة، يفقد خلالها الجسم قدرته على مقاومة العدوى، ما يجعله عرضة لأمراض ثانوية مثل العدوى الفطرية.
دور الخلايا الوحيدة والدواء الواعد
ركز الباحثون على الخلايا الوحيدة (Monocytes) المسؤولة عن الدفاع المناعي، واكتشفوا أن هذه الخلايا تفقد قدرتها على النضج والعمل بشكل فعال بعد تعرض الجسم لصدمة التهابية. وعند إضافة دواء "إنترفيرون بيتا" - المستخدم عادة في علاج التصلب اللويحي - إلى هذه الخلايا داخل المختبر، لوحظ أنها نضجت واستعادت وظيفتها المناعية.
"هذا التحليل منحنا فهمًا دقيقًا لما يحدث داخل الجهاز المناعي، ويمهد الطريق لتطوير علاجات محتملة لتحفيز الدفاعات المناعية الضعيفة"،
— فريد كراماتي، الباحث الرئيسي
خطوات مقبلة
رغم النتائج المشجعة، يؤكد الباحثون أن الدراسة ما زالت في المرحلة المخبرية، والخطوة التالية ستكون تجريب الدواء على متطوعين أصحاء، ومن ثم على مرضى حقيقيين في وحدات العناية المركزة.
"النتائج واعدة، لكننا بحاجة إلى مزيد من التجارب السريرية للتحقق من فاعلية وسلامة العلاج"،
— ماتيس كوكس، الباحث المشارك
يُعد هذا الاكتشاف خطوة واعدة في معالجة واحدة من أكثر أسباب الوفاة شيوعًا عالميًا، إذ يُسجّل تسمم الدم حوالي 20% من إجمالي الوفيات حول العالم. ومع استمرار البحث، قد يصبح "إنترفيرون بيتا" أداة فعالة في مكافحة الإنتان وإنقاذ آلاف الأرواح سنويًا.
للمزيد تابع خليجيون نيوز على: فيسبوك | إكس | يوتيوب | إنستغرام | تيك توك
