في قلب الساحل الشمالي الغربي لمصر، يبرز ميناء جرجوب كأحد أبرز المشروعات القومية التي تعكس طموح الدولة المصرية لتحويل محافظة مطروح إلى مركز عالمي للتجارة واللوجستيات والسياحة.
ويقع الميناء في مدينة النجيلة، على بعد 70 كيلومترًا غرب مدينة مرسى مطروح، ويعد جزءًا من خطة تنمية شاملة تهدف إلى استغلال الموقع الاستراتيجي لمصر على البحر المتوسط، ليكون نافذة شمال غرب البلاد نحو أوروبا والعالم.
وفي هذا التقرير، من بانكير، نستعرض كل المعلومات المتاحة عن الميناء، وماذا سيقدم للدولة المصرية.
بداية الرؤية
بدأت فكرة إنشاء ميناء جرجوب تتبلور في المؤتمر الاقتصادي الدولي عام 2015، حيث تم توقيع العقد الرسمي للمشروع، وبدأت أعمال التنفيذ الفعلي في يناير 2017.
وينفذ المشروع بنظام الـ B.O.T (البناء والتشغيل والتحويل)، بتكلفة إجمالية تصل إلى 10 مليارات دولار، وتبلغ حصة مصر فيه 51%، حيث يمتد المشروع على ثلاث مراحل، من المقرر اكتمالها خلال 10 سنوات، حيث انتهت المرحلة الأولى بالفعل، وتشرف على التنفيذ 16 شركة عالمية، يمثلها تحالف تقوده شركة "الغربلي للأعمال الهندسية المتكاملة".
ويتميز الميناء بتصميم هندسي متطور، حيث يبلغ طول الرصيف المدني 1080.8 مترًا، بعمق غاطس يصل إلى 15 مترًا، وقطر دوران للسفن يبلغ 450 مترًا.
كما يشمل حاجزًا صخريًا لكسر الأمواج بطول 3 كيلومترات في عمق البحر، مما يضمن سلامة العمليات البحرية، بالإضافة إلى ذلك يضم الميناء مرافق متعددة تشمل ميناء حاويات تجاري عالمي، وميناء للركاب لدعم الأنشطة السياحية، بالإضافة إلى منطقة لوجستية وصناعية متكاملة.
أهداف استراتيجية وتنموية
يأتي ميناء جرجوب ضمن خطة الدولة لتطوير الساحل الشمالي الغربي، التي شملت إنشاء مدينة العلمين الجديدة و15 مدينة أخرى على غرارها، ومدينة رأس الحكمة العالمية، واستصلاح أكثر من 250 ألف فدان.
ووفقًا لتصريحات الفريق كامل الوزير، وزير النقل، يهدف المشروع إلى توطين 40 مليون مواطن على مدار 40 عامًا، مع توفير حوالي 30 ألف فرصة عمل مباشرة، مما يعزز التواجد الاقتصادي والعمراني في المنطقة.
ويعد الميناء الأقرب لسواحل أوروبا، مما يجعله حلقة وصل حيوية بين قارتي أوروبا وأفريقيا، كما يرتبط بالعاصمة ومدن الساحل الشمالي عبر الطريق الساحلي الدولي، مما يعزز قدرته على استقبال البضائع والصادرات ودعم حركة التجارة الدولية.

تطورات حديثة وشراكات دولية
وفي نوفمبر 2023، شهد المشروع تطورًا كبيرًا بتوقيع مذكرة تفاهم مع شركة "S.T.X" الكورية الجنوبية، لتطوير الميناء والمنطقة اللوجستية المحيطة به، وتشمل الشراكة إنشاء خط أنابيب بترول من ليبيا إلى جرجوب لإعادة التصدير إلى أوروبا، ومحطة حاويات لخدمة البضائع القادمة من شرق آسيا إلى الأمريكتين، بالإضافة إلى قاعدة لوجستية لدعم خطوط الشحن المصرية.
كما يتضمن المشروع إنشاء مدينة سكنية ومناطق سياحية وترفيهية، مما يعزز من جاذبية المنطقة.
وفي يونيو 2024، أعلن عن إقامة مصنع جديد لإنتاج الوقود الأخضر بطاقة 2 مليون طن سنويًا، ملحق بمزرعة رياح ومحطة طاقة شمسية، باستثمارات تصل إلى 24 مليار يورو، مما يعكس التزام مصر بالطاقة النظيفة والتنمية المستدامة.
ربط بالشبكة الوطنية
وفي مارس 2024، نفت وزارة النقل تأجيل مشروع سكة حديد سيوة-جرجوب، مؤكدة أن المشروع مدرج ضمن خطة الهيئة القومية لسكك حديد مصر، وقد بدأ تنفيذ خط سملا-جرجوب لربط الميناء بالداخل.
يأتي ذلك في إطار خطة شاملة تشمل إنتاج الهيدروجين الأخضر من مصادر الطاقة المتجددة، مما يعزز من مكانة جرجوب كمنطقة اقتصادية متكاملة.
تأثير اقتصادي وسياحي
ويتوقع أن يضع ميناء جرجوب محافظة مطروح على خريطة السياحة والتجارة العالمية، حيث يشمل المخطط الاستراتيجي إنشاء مناطق صناعية ولوجستية، ومراكز أعمال، ومناطق تنمية عمرانية وسياحية.
كما يعد الميناء إضافة خامسة لموانئ مصر على البحر المتوسط، مما يدعم طموح البلاد لتصبح مركزًا عالميًا للتجارة واللوجستيات.
ومع استمرار الأعمال، يبقى ميناء جرجوب رمزًا لطموح مصر في استغلال موقعها الجغرافي لتحقيق نهضة اقتصادية شاملة، تجمع بين التجارة والسياحة والطاقة المستدامة.
إخلاء مسؤولية إن موقع عاجل الإخباري يعمل بطريقة آلية دون تدخل بشري،ولذلك فإن جميع المقالات والاخبار والتعليقات المنشوره في الموقع مسؤولية أصحابها وإداره الموقع لا تتحمل أي مسؤولية أدبية او قانونية عن محتوى الموقع.