السبت 19 ابريل 2025 | 07:18 مساءً

الدكتور عبدالله نعمة
قال الدكتور عبدالله نعمة، الباحث الاستراتيجي والمحلل السياسي اللبناني، في حديث خاص لصحيفة بلدنا اليوم
إن ما نُسب إلى رئيس الجمهورية اللبنانية جوزيف عون من تصريحات بشأن الحشد الشعبي العراقي، قد أُسيء فهمه خارج سياقه الحقيقي، مؤكداً أن الرئيس لم يوجه أي إساءة للعراق الشقيق، بل تحدث عن نموذج لبناني مختلف في مسألة دمج القوى الرديفة ضمن إطار الدولة.
الهدف ليس إستنساخ تجارب بل تقديم نموذج لبناني خاص
ولفت نعمة إلى أن كلام الرئيس جوزيف عون كان واضحاً في جوهره، إذ شدد على أن لبنان لا يسعى إلى إستنساخ تجربة الحشد الشعبي العراقي بإنشاء قوة رديفة موازية للجيش، بل يبحث عن مقاربة خاصة به، تقوم على دمج عناصر من حزب الله داخل المؤسسة العسكرية، وإعادة تأهيلهم وفق ثوابت العقيدة الوطنية للجيش اللبناني، ما يعزز وحدة القرار العسكري والأمني تحت مظلة الدولة.
عون بادر بالتوضيح والقيادة العراقية أبدت تفهماً
وأشار نعمة إلى أن الرئيس عون، إنطلاقاً من حرصه على العلاقة مع العراق، سارع إلى إجراء اتصال مباشر مع القيادة العراقية لتوضيح نية كلامه، حيث عبّر عن الإحترام العميق للدور العراقي ومساهماته في دعم لبنان، خاصة في المراحل الصعبة.
وأضاف أن القيادة العراقية أبدت تفهماً كاملاً لصوابية الموقف اللبناني، إدراكاً منها لحساسية السياق الداخلي في لبنان، وحرصها على استمرار علاقات الأخوّة.
العراق يدعم لبنان دون كلل والشعب اللبناني يقدر ذلك
ونوه نعمة بالدور العراقي الحيوي في دعم لبنان، مشيراً إلى أن العراق لم يتأخر يوماً عن الوقوف إلى جانب الشعب اللبناني، سواء عبر تقديم النفط لتأمين الكهرباء أو عبر الدعم السياسي والمعنوي في المحافل الدولية.
وأكد أن اللبنانيين يقدرون عالياً هذا العطاء، ويعتبرون أن العراق من أكثر الدول العربية حرصاً على إستقرار لبنان ونهوضه.
عودة لبنان إلى الحضن العربي ليست شعاراً بل مساراً واضحاً
وشدد نعمة على أن كلام الرئيس عون خلال قمة القاهرة كان واضحاً حين أعلن أن لبنان عاد إلى الحضن العربي وأن هذا المسار لم يعد مجرد شعار بل هو توجه استراتيجي، يعكس إدراكاً عميقاً بأن مصلحة لبنان لا تنفصل عن مصلحة أشقائه العرب، الذين أظهروا في الفترة الأخيرة رغبة حقيقية في دعم لبنان سياسيًا واقتصاديًا.
وأكد الدكتور عبدالله نعمة أن أي محاولة لتأويل كلام الرئيس جوزيف عون في غير محله تُعد عبثاً بالعلاقات الأخوية بين لبنان والعراق، داعياً إلى تغليب العقل والنية الحسنة، ومشدداً على أن لبنان اليوم بأمس الحاجة إلى تثبيت الشراكات العربية، لا سيما مع العراق الذي أثبت دوماً أنه شريك إستراتيجي صادق في أصعب المراحل.
اقرأ ايضا