في الوقت الذي يراهن المغرب على تنظيم كأس العالم 2030 لإبراز مؤهلاته وبنياته التحتية، من خلال بناء فنادق مصنفة، وتوسيع شبكات الطرق والسكك الحديدية، وإنشاء مركّبات رياضية حديثة، على رأسها ملعب الحسن الثاني بين المحمدية وبنسليمان، يطفو على السطح نقاش حول وضعية بعض المحاور الطرقية المؤدية إلى هذا المشروع.
وتظهر على مختلف الطرق المؤدية إلى الملعب الكبير، الواقعة داخل تراب جماعة بني يخلف المحاذية لمدينة المحمدية، مظاهر التردّي والإهمال، فيما يُفترض أن تشهد هذه المحاور تحسينات تليق بحجم التظاهرة الرياضية العالمية المرتقبة، مما يستوجب إدراجها ضمن أولويات الإصلاح قبل انطلاق الحدث العالمي.
وبالنظر إلى أن شارع فلسطين يُعدّ من المحاور الأساسية، حيث ينطلق من محطة القطار وسط المحمدية ويصل إلى تقاطع الطريق الإقليمية 3307 والطريق الوطنية رقم 1، المؤدية إلى الطريق الجهوية 313 التي تصل إلى الملعب، فإن إصلاح الجزء الواقع منه داخل تراب جماعة بني يخلف يكتسي طابعًا استعجاليًا.
جولة قامت بها هسبريس على مقطع من شارع فلسطين، انطلاقًا من قنطرة الطريق السيار إلى الحي السكني بساتين الفردوس، كشفت عن انتشار واسع للحفر بأحجام وأعماق متفاوتة، مما يجعل المرور عبره محفوفًا بالصعوبات، ويهدد سلامة مستعملي الطريق ومركباتهم.
يوسف العسولي، متتبع للشأن المحلي بمدينة المحمدية، أوضح أن “هذا الجزء من الطريق سبق له أن تعرّض لما يشبه الخسف في بعض النقاط، وتمّت معالجته بترقيعات بسيطة لم تُلبِّ انتظارات السكان، ولا تعكس أهمية المنطقة التي لا تبعد كثيرا عن المشروع الرياضي الكبير المتمثل في ملعب الحسن الثاني”.
وأضاف العسولي، في تصريح لهسبريس، أن “الطريق تعاني من الضيق وعدم استواء الإسفلت، إضافة إلى الجوانب الحادة، والحفر العميقة، والمطبّات المتعدّدة، وهي ظروف تجعل إعادة تأهيلها ضرورة ملحّة في نظر مستعمليها بشكل يومي، خاصة في ظل التطلعات المرتبطة بمونديال 2030”.
مسلك آخر يربط بين المحمدية والطريق الوطنية رقم 1، انطلاقًا من قنطرة تادلة مرورا بمحاذاة حي رياض السلام، يواجه بدوره وضعًا مترديًا، حيث تتخلله الحفر والأتربة والأحجار، في غياب أي إصلاحات جذرية رغم الأهمية الكبيرة لهذه الطريق.
وفي هذا الإطار، قال العسولي إن “الطريق تشهد حركة مكثفة للسيارات والشاحنات والدراجات النارية طيلة ساعات اليوم، غير أن بنيتها لا تواكب هذا الضغط المتواصل، مما يثير استياء السائقين، الذين يرون أن هذا المسلك الحيوي خارج أولويات الإصلاح رغم الحاجة الملحّة لذلك”.
وأكد المتتبع للشأن المحلي أن “تهيئة هذه المحاور لا تخدم فقط سكان المنطقة ومحيطها، بل تُعدّ واجهة أمام الزوار والسياح، الذين يُرتقب أن يتوافدوا خلال تنظيم كأس العالم، وهو ما يقتضي تدخلاً عاجلاً لوضع حدّ لهذه الاختلالات البنيوية”.
وعبّر المتحدث عن استغرابه من “غياب أي مبادرات ميدانية وجدية لمعالجة هذه الإشكالات في البنية التحتية، خاصة مع تسارع وتيرة التحضيرات المرتبطة بالملاعب والفنادق، في الوقت الذي لا تزال البنية الطرقية تعاني من مشاكل واضحة”.
وختم العسولي تصريحه بالإشارة إلى أن “مستعلمي الطرق المذكورة يأملون أن يتم الالتفات إليها عاجلا، ليس فقط من زاوية الاستعداد لمونديال 2030، بل باعتبارها جزءًا من تحسين جودة الحياة اليومية، وربط المدن والمناطق بشكل فعّال وآمن، بعيدًا عن الحلول الترقيعية المؤقتة”.