في لحظة لم تكن في الحسبان، وبين ضحكة وسيلفي في طريق رحلة عمل أو استراحة قصيرة من ضغوط الحياة، انطفأت ثلاث شموع من أنقى القلوب وأطيب الأرواح.
ثلاث فتيات من أسيوط، كنّ يعملن في البنك الأهلي، خرجن ولم يعدن، فقد قضين نحبهن في حادث مروع على الطريق، ليتحول المشهد من لحظة فرح إلى فاجعة هزّت قلوب أهالي أسيوط ومصر كلها.
من هن ضحايا مأساة أسيوط؟
رغدة بهجت: ابتسامتها كانت تسبقها دائمًا، قلبه ا كبير، وروحها نقية، محبوبة من الجميع. كانت تعرف كيف تُضيء المكان بكلمة طيبة، أو حضن حنون، هبة طارق: "هبة بوبو" كما يناديها المقربون، كانت الحضن الدافئ والصديقة الجدعة، لا تتأخر في الوقوف بجانب أحد. ذكية، مبدعة، وشاطرة في شغلها، سارة أحمد: قلب حساس، كانت تحب الحياة وتحب الناس بصدق. قبل الحادث بأيام، كانت تودّع صديقتها بإشارة غريبة، وكأنها كانت تعرف أن هذا اللقاء هو الأخير.
تفاصيل حادث أسيوط
في مساء الجمعة، وعلى أحد طرق أسيوط، وقع تصادم مروع بين سيارتين كانت تستقله إحداهما الفتيات الثلاث. كانت وجهتهن رحلة قصيرة، قد تكون للراحة أو الترفيه. لكن القدر كان أسرع، فارتطمت المركبتان بقوة، وأودى الحادث بحياة رغدة وهبة وسارة، فيما أصيب آخرون بجروح متفرقة.
ورد بلاغ إلى مديرية أمن أسيوط، وعلى الفور انتقلت سيارات الإسعاف والأجهزة الأمنية إلى مكان الحادث، وتم نقل الجثامين إلى المشرحة والمصابين إلى المستشفيات لتلقي الرعاية. وتولت النيابة العامة التحقيق في الواقعة، وسط حزن وصمت ثقيل.
وسائل التواصل تشتعل بالدموع والدعوات
لم تمر ساعات حتى غرق فيسبوك وإنستغرام ومنصات التواصل بآلاف المنشورات والبوستات المؤثرة، التي عبّرت عن الحزن الكبير لفقدان الفتيات. كلمات أصدقاءهن كانت تحمل مشاعر لا توصف "3 بنات زي الورد راحوا ف ثواني... يارب صبرنا على حبهم"، "رغروغة، مين هييجي يقولي هالو يا بيب ٢ كل يوم الصبح؟"، "هبة، كنت الحضن، كنت الدفا... إنتي مش مجرد زميلة، إنتي أخت"، "سارة، ليه قلتي سلام ومشيتي؟! كان لازم تقوليلي ده آخر لقاء...".
