في ظل تصاعد المنافسة العالمية على تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي، تتقدم الإمارات بخطى واثقة لتعزيز مكانتها كلاعب رئيسي في هذا القطاع.
ويأتي ذلك في إطار تحالف استراتيجي آخذ في التوسع مع الولايات المتحدة، يتضمن استثماراً هائلاً بقيمة 1.4 تريليون دولار، يهدف إلى تأمين الوصول إلى أشباه الموصلات المتقدمة، والتي تُعد أساساً لأي طموح تكنولوجي في المستقبل.
استثمارات عملاقة وتفاهمات استراتيجية
أعلنت أبوظبي عن تقدم "ملموس" في مفاوضاتها لتأمين الرقائق الإلكترونية المتطورة من الولايات المتحدة، رغم القيود الصارمة المفروضة على تصدير هذه التكنولوجيا إلى العديد من الدول.
وقال بينج شياو، الرئيس التنفيذي لشركة G42 الإماراتية، الرائدة في مجال الذكاء الاصطناعي: "نحقق تقدماً جيداً للغاية، ونأمل أن تستمر علاقتنا مع واشنطن في مسار مفيد للطرفين".
يأتي هذا التفاؤل عقب لقاء جمع بين الرئيس الأميركي دونالد ترامب ومستشار الأمن الوطني الإماراتي الشيخ طحنون بن زايد آل نهيان، تم خلاله الإعلان عن استثمارات إماراتية ضخمة في البنية التحتية التكنولوجية الأميركية.
رقائق الذكاء الاصطناعي: مفتاح المستقبل
تسعى الإمارات بشكل مكثف للحصول على الرقائق المتقدمة، والتي تُعد ضرورية لتدريب نماذج الذكاء الاصطناعي العملاقة.
ورغم إدراج الإمارات في المستوى الثاني من تصنيف واشنطن لتصدير هذه الرقاقات، وهو ما يفرض قيوداً على عدد المعالجات التي يمكن نقلها تأمل أبوظبي في تجاوز هذه العقبة عبر شراكات موثوقة واستثمارات ضخمة.
وتُعتبر الرقائق أداة جوهرية في خطط الإمارات للتحول إلى قوة عظمى في مجالات الذكاء الاصطناعي والحوسبة السحابية والطاقة المستقبلية.
مشروع بنية تحتية بقيمة 100 مليار دولار
ضمن هذا التحالف المتنامي، تعهدت الإمارات بتمويل مشروع أميركي ضخم للبنية التحتية للذكاء الاصطناعي، بقيمة 100 مليار دولار، تديره شركة MGX التي يرأسها الشيخ طحنون.
المشروع يُعد أحد الأعمدة الأساسية التي أطلقها ترامب خلال الأسبوع الأول من ولايته الجديدة، ويعكس حجم الثقة المتبادلة بين الجانبين.
توسعات في أميركا وأوروبا وأفريقيا
وبحسب تصريحات رسمية، تخطط شركة G42 لتوسعات كبرى في الولايات المتحدة، إلى جانب مشاريع جديدة في أوروبا، أفريقيا، والخليج العربي، في مجالات مراكز البيانات والحوسبة السحابية.
كما أعلنت الشركة سابقاً سحب استثماراتها من الصين، في خطوة استراتيجية لتقوية علاقاتها مع الغرب، لا سيما بعد شراكتها مع شركة مايكروسوفت، وبدء التخلص من معدات شركة هواوي.
الإمارات.. من بوابة الطاقة إلى عاصمة الذكاء الاصطناعي
تمثل هذه الاستثمارات نقلة نوعية في السياسة الاقتصادية والدبلوماسية لأبوظبي، حيث باتت تسعى لتصدير نموذج جديد من القوة الناعمة قائم على التكنولوجيا المتقدمة بدلاً من النفط فقط.
وبات واضحاً أن الإمارات لا تسعى فقط للشراء، بل للبناء والتأثير في مستقبل التكنولوجيا العالمية، من خلال تحالفات استراتيجية مع كبرى الدول والشركات، تقودها رؤية استباقية للتحول الرقمي والذكاء الاصطناعي.