أخبار عاجلة
الصحفي أحمد منصور.. شهيد التهمته النيران -

تحضيرات مؤتمر البوليساريو تشعل صراع السيطرة على مخيمات تندوف

تحضيرات مؤتمر البوليساريو تشعل صراع السيطرة على مخيمات تندوف
تحضيرات مؤتمر البوليساريو تشعل صراع السيطرة على مخيمات تندوف

في إطار استعداداته للمؤتمر القادم لجبهة البوليساريو أجرى زعيم الانفصاليين في تندوف سلسلة من التغييرات داخل هيكل الجبهة، بهدف تعزيز موقعه لإعادة قيادة هذا التنظيم المُسلح، الذي يتخذ من الأراضي الجزائرية مقرًّا له، والالتفاف على حالة عدم رضا بعض القيادات عن طريقة إدارته النزاع مع المغرب، واستمرار مراكمة الإخفاقات الدبلوماسية أمام تنامي الدعم الدولي لسيادة الرباط الكاملة على أقاليمها الجنوبية.

وإلى جانب إقالة ما يُسمّى “وزير الخارجية في الحكومة الصحراوية” محمد سيداتي، وجعل محمد يسلم بيسط خلفًا له، شملت التغييرات أيضًا أحد أبرز المناصب داخل البوليساريو، ويتعلق الأمر بما يسمى “سفير الجبهة” لدى الجزائر، إذ تمت إقالة عبد القادر الطالب عمر، الذي أُسندت له “حقيبة التعليم والتكوين المهني” في المخيمات، ضمن خطوة استباقية لتقوية جناح غالي داخل هياكل التنظيم الانفصالي، وبالتالي تحصين نفسه ضد أي منافسة قد تهدد زعامته خلال المؤتمر المقبل.

الغليان في المخيمات

قال مصطفى سلمى ولد سيدي مولود، القيادي العسكري السابق في جبهة البوليساريو، إن “التغيير الأبرز الذي أجراه إبراهيم غالي هو إقالة سفير البوليساريو في الجزائر، عبد القادر الطالب عمر، وإلحاقه بوزارة هامشية مثل وزارة التعليم، وهو الذي شغل منصب الوزير الأول للجبهة لفترة طويلة، بل إن غالي نفسه كان وزيرًا في حكومته”.

وأشار ولد سيدي مولود، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، إلى “تعيين خطري أدوه في منصب السفير الجديد في الجزائر رغم ضعف خلفيته الاجتماعية، باعتباره ليس من الجيل الأول للقيادات التي تتولى غالبًا هذا المنصب”، معتبرًا أن “تغيير السفير في الجزائر بالتزامن مع اقتراب مؤتمر البوليساريو يطرح أكثر من تساؤل، خاصة في ظل ثقل هذا المنصب”.

وتابع المتحدث ذاته بأن “تعيين محمد سالم بيسط وزيرًا جديدًا للخارجية، وهو الذي ينتمي إلى الكتلة القبلية نفسها التي ينتمي إليها إبراهيم غالي، هو خطوة يُزايد بها هذا الأخير على مجموعة من القيادات غير الراضية عن طريقة تسييره، التي تسعى إلى تنحيته في المؤتمر القادم”، مضيفًا أن “وزير الخارجية الجديد ليس له أي تأثير أو وزن داخل المجتمع الصحراوي”.

وأكد المصرح لهسبريس أن “تعيين الوزير المقال حاليًا محمد سيداتي في منصب الخارجية كان في الأصل من أجل إسقاط وزير الخارجية السابق الذي أُلحق بالرئاسة”، مشددًا على أن “الهدف الأساسي من كل هذه التغييرات هو تنحية السفير في الجزائر، الذي كان عمليًا هو المنسق مع الجانب الجزائري وواجهة البوليساريو في الجزائر، وذلك تحضيرًا للمؤتمر القادم”.

ولفت القيادي العسكري السابق في جبهة البوليساريو، المقيم حاليًا في موريتانيا، إلى أن “الجبهة تعاني من غليان داخلي ناتج عن عدم رضا بعض القيادات عن إدارة غالي للنزاع مع المغرب، وبالتالي فإنه يحاول من خلال هذه التغييرات قطع الطريق أمام أي مرشح منافس له في قيادة الجبهة”، معتبرًا أن “غالي يحاول تثبيت الجناح الذي له قاعدة جماهيرية واسعة في المناصب الحساسة من أجل ضمان حسم قيادة الجبهة في المؤتمر القادم”.

الصراع على السلطة

أوضح جواد القسمي، باحث في القانون الدولي مهتم بشؤون الصحراء، أن “إقالة وزير خارجية جبهة البوليساريو وسفيرها لدى الجزائر في هذا التوقيت قد يثير تساؤلات وتحليلات عدة، قد يتعلق بعضها بديناميكيات داخلية وأخرى خارجية”.

على المستوى الداخلي يؤكد المتحدث ذاته أن “هذه التغييرات تنطوي على تحول أو خلاف في الرؤية السياسية، أو على صراع خفي على السلطة بين قيادات البوليساريو، وهو الأمر الذي سبق أن ظهرت بوادره في أحداث عديدة، وهو ما يُفسَّر بفشل الجبهة في تحقيق أهدافها على المستوى الخارجي مثل الاعترافات الدولية والاختراقات الدبلوماسية”.

وأكد المتحدث لجريدة هسبريس الإلكترونية أن “الأسماء التي شملتها هذه ‘الحركة التغييرية’ داخل الجبهة الانفصالية ليست إلا مجرد ‘أكباش فداء’ تحاول الجبهة من خلال قطفها تهدئة الجبهة الداخلية، وإبعاد اللوم عن زعيم الجبهة وقياداتها، التي باتت تواجه ضغوطًا متزايدة من شباب المخيمات، والشعور العام بالإحباط، وكذا غياب أفق سياسي واضح للخروج من هذا الوضع المأزوم”.

وشدّد القسمي على أن “هذه الإقالات من حيث توقيتها جاءت بعد توالي سلسلة من الضربات القوية التي تلقتها جبهة البوليساريو خارجيًا، أمام تراجع زخمها الدبلوماسي دوليًا، وتنامي الدعم الدولي لخطة المغرب حول الحكم الذاتي للأقاليم الجنوبية تحت السيادة المغربية”، وبيّن أن “هذا التجديد لا يرقى إلى كونه خطة مدروسة تهدف إلى ضخ دماء جديدة أو تبني إستراتيجية سياسية جديدة من طرف الجبهة الانفصالية، وإنما المرجّح أنها إجراءات فردية لاحتواء الانتقادات والفشل الذريع الذي مُنيت به الجبهة أمام التحركات الناجحة للدبلوماسية المغربية، وتأثيرها سيكون محدودًا أمام ضيق الأفق وغياب الرؤية السياسية، وكذا الزاوية الضيقة التي حُشرت فيها البوليساريو على المستوى الدولي”.

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

السابق بدء جلسة الشيوخ لمناقشة دراسة بشأن تطوير النظام الجمركي المصري
التالى "التخطيط" تستعرض تقريرًا حول تطور العلاقات الاقتصادية المصرية الفرنسية