أخبار عاجلة
كايروكي يحيي حفلًا غنائيًا في أبو ظبي في 24 أبريل -

تنظيم "مونديال 2030" يضع المغرب في واجهة الحوار الحضاري العالمي

تنظيم "مونديال 2030" يضع المغرب في واجهة الحوار الحضاري العالمي
تنظيم "مونديال 2030" يضع المغرب في واجهة الحوار الحضاري العالمي

نهائيات كأس العالم لكرة القدم ليست مجرد حدث رياضي، بل منصة عالمية تعزز التفاهم والتقارب بين الثقافات المختلفة، وتفتح المجال لتلاقح ثقافي وديني أوسع، حيث تتوفّر الفرصة لكي تتقاطع قصص الشعوب، وتُكسر الصور النمطية، وتُبنى جسور إنسانية عابرة للحدود، فتتحول الملاعب إلى ساحات حوار حضاري تتلاقى فيها القيم المشتركة لكي تحتفل بالتنوع.

وفي هذا الإطار يُثار نقاش حول رهان المغرب على محطة “مونديال 2030” لكي يواصل جهوده الدائمة في الترويج للموروث الثقافي المغربي الأصيل، وإبراز القيم والعادات الاجتماعية الرصينة، وخلق بيئة تواصل وتفاعل بين الشعوب من خلفيات ثقافية ودينية مختلفة، وتعزيز ما يُعرف بالسياحة الثقافية بين المغرب وضيوفه.

مبادئ وقيم

محسن اليرماني، باحث في العقيدة والفكر ومقارنة الأديان، قال إن “تنظيم كأس العالم يلقى متابعة كبيرة من مختلف الشعوب والأمم والأعراق وأصحاب الأديان والثقافات المتغايرة والمتباينة، ولم تعد تلك المتابعة تقتصر فقط على محبي الكرة المستديرة، وإنما يحظى هذا الحدث العالمي البارز باهتمام واسع ليشمل صناع القرار وذوي رؤوس الأموال، ويمتد إلى العلماء والدارسين والباحثين في مختلف حقول المعرفة”.

وأوضح المتحدث ذاته أن “هذه التظاهرة الدولية تعد مناسبة هامة لتحقيق التعارف الحضاري، وقد كان اختيار دولة قطر للآية الكريمة “يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم” لتفتتح بها فعاليات المونديال القطري رسالة إلى كل شعوب العالم بأن الإسلام خطاب الله إلى العالمين، وأن الحكمة الإلهية اقتضت أن يخلق الله الناس مختلفين لا ليكون ذلك ذريعة للاقتتال والتطاحن، وإنما ليكون ذلك الاختلاف مجالا للتعارف وأُفقًا رحبًا للتعايش”.

وأشار إلى أن “احتضان المغرب لكأس العالم 2030 يأتي باعتباره دولة عريقة وأمة موحدة تضرب بجذورها في أعماق التاريخ، وبما يتميز به المغاربة من تمسكهم بثوابتهم الدينية ووحدتهم المذهبية والفكرية، والتفافهم حول مقدساتهم، وبما عُرفوا به من مقومات النبوغ والإبداع، والبذل والتسامح، مما يفرض على المغاربة مواصلة العمل الجاد لبلوغ موقع الريادة في تقديم الصورة التي تليق بدين الإسلام من جهة، والقيم المغربية الرفيعة والمبادئ الأصيلة من جهة ثانية، أمام من سيحلون ضيوفا بالمملكة”.

وختم الباحث في العقيدة والفكر ومقارنة الأديان تصريحه لجريدة هسبريس الإلكترونية قائلا إن “من أهم الأولويات التي ينبغي للمغاربة السعي لتحقيقها في كأس العالم، سواء على مستوى الدولة أو المجتمع أو حتى الأفراد، التعريف بتراثنا الإسلامي المغربي، وما يزخر به من صفات التعامل بالعدل والقسط مع الغير، والوسطية والاعتدال، والتعاون على البر والخير”.

فرصة للإشعاع

قال مصطفى السعليتي، أستاذ علم النفس الاجتماعي، إن “تنظيم كأس العالم في المغرب يُعد فرصة تاريخية لا تتاح إلا نادرا، لأنه لا يوجد مجال من المجالات يمنح الدول إشعاعا دوليا ومكانة عالمية كما يفعل تنظيم كأس العالم لكرة القدم، بالنظر إلى الشعبية الجارفة لهذه الرياضة التي يعشقها الصغار والكبار والنساء والرجال على حد سواء”.

وأضاف المتحدث ذاته، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، أن “هذه التظاهرة لا تهم فقط الرياضيين أو المهتمين بالشأن الكروي، بل يتابعها العالم بأسره، الحاضرون في الملاعب والغائبون خلف الشاشات، مما يجعل من تنظيمها في المغرب مناسبة نادرة ليكتشف الجميع هذا البلد من زوايا متعددة”.

وأبرز أن “أهمية تنظيم كأس العالم لا تقتصر على المرحلة التي يُجرى فيها الحدث، بل تشمل أيضا الفترة السابقة له واللاحقة عليه، إذ إن تأثيره يتعدى البُعد الرياضي ليمتد إلى أبعاد ثقافية وسياحية واقتصادية ورمزية، من شأنها أن تسهم في تقديم صورة شاملة عن المغرب”.

وأضاف أن “المغرب دولة كبيرة ساهمت في تطور كرة القدم على المستويين القاري والدولي، وتنظيم كأس العالم سيكون مناسبة للعالم كي يكتشف من هو المغرب الحقيقي”، مشيرا إلى أن هذه الفرصة “ستسمح بإبراز مقومات البلاد الحضارية والتاريخية والثقافية، التي ما زال كثير من الناس في العالم يجهلونها أو لا يعرفون عنها سوى القليل”.

وأفاد الأستاذ الجامعي أن “تنظيم هذا الحدث سيُسهم في تصحيح الكثير من التمثلات السلبية التي يحملها الغرب عن الدول الإسلامية والعربية”، لافتا إلى أن “هناك جهلا واضحا بثقافة هذه الشعوب، والمغرب سيُظهر من خلال هذا الحدث أنه بلد لا تختزله الزاوية الدينية فقط، بل هو بلد له خصوصيات ثقافية وحضارية وإنسانية عميقة”.

هوية ومقومات ثقافية

أكد السعليتي أن “استقبال المغرب مئات الآلاف، بل الملايين من الزوار، سيمكنهم من التعرف على الهوية المغربية في بعدها الثقافي والمادي والرمزي، وسيدفعهم إلى إدراج المغرب في مخيالهم السياحي والثقافي سنوات طويلة”، مبرزا أن “اللقاء المباشر بين الشعوب هو الذي يصنع التفاهم ويكسر الصور النمطية”.

وورد ضمن توضيحات الأستاذ الجامعي أن “ما سيستفيد منه المغرب بالدرجة الأولى من هذا التنظيم هو هذا التلاقح الثقافي، الذي سيمكن العالم من اكتشاف قيم مغربية أصيلة، من بينها الكرم، وحسن الضيافة، والتعامل الإنساني الراقي، وهي جوانب لا يتم تسويقها بالشكل الكافي، رغم أنها حاضرة بعمق في ثقافة المغاربة”.

ولفت إلى أن “هناك شروطا كثيرة يجب الاشتغال عليها لتسويق صورة إيجابية حول المغرب، أهمها السلوك الحضاري للمواطنين، وتجسيد ثقافة الاختلاف في التواصل والتعامل التجاري، ومحاربة مختلف الظواهر التي تسيء إلى البلد كالتسول وباقي الانحرافات السلوكية”.

وختم السعليتي توضيحاته بالتأكيد على أن “السفير الحقيقي للمغرب خلال هذا الحدث العالمي لن يكون فقط البنيات التحتية أو التنظيم الإداري، بل المواطن المغربي نفسه، الذي يجب أن يُجسد القيم الحضارية والثقافية للمغرب من خلال سلوكه اليومي وطريقة تعامله مع الضيوف”، داعيا إلى “تعبئة إعلامية ومجتمعية شاملة تشمل التوعية والتحسيس والتكوين، حتى نكون في مستوى هذه اللحظة التاريخية، ونسوّق للمغرب بالشكل الذي يليق به”.

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

السابق الحوثيون يعلنون استهداف تل أبيب ومدمرتين أمريكيتين في البحر الأحمر
التالى الطقس غدًا.. الأرصاد تحذر من رياح ترابية وانخفاض الرؤية على الطرق واضطراب الملاحة البحرية