تستعدّ منطقة مرزوكة، الواقعة بإقليم الرشيدية جنوب شرقي المغرب، خلال الأسابيع المقبلة، “لانتهاء فترة الذروة التي تشكّل المحطة الأساسية لغالبية المهنيين، إذ يتركّز النشاط السياحي فيها بين شهري نونبر ومنتصف ماي”. ويسعى الفاعلون في القطاع بالمنطقة إلى “تكييف المرحلة اللاحقة وفق متطلبات شرائح أخرى من السياح، مع قيام بعض المستثمرين بمراجعة طفيفة للأسعار”.
وتداول مهنيون في المنطقة اقتراح بداية موسم السياحة الاستشفائية أواخر شهر ماي، “نظرًا لتوفر شرط الحرارة الذي تبحث عنه الأجساد الراغبة في العلاج”، إذ أكد المدافعون عن الطرح لجريدة هسبريس الإلكترونية أن “الاقتراح عملي، لأنه يلبّي تطلعات السائح المغربي ويخدم السياحة في المنطقة؛ كما من المتوقّع أن يخلق حركية في مناطق الصحراء طيلة شهور الصيف”.
تكييف المواعيد
علي أوباسيدي، مستثمر سياحي، قال إن “انتهاء فترة الذروة يشكّل فرصة مواتية للعديد من المشاريع السياحية لإعادة تهيئة الفضاءات، وإجراء تعديلات عليها، مثل تغيير الطلاءات وغيرها”، مشيرًا إلى أنها “تمثّل أيضًا مناسبة مهمة لاستقبال السياح المغاربة، سواء في إطار سفريات جماعية منظمة أو رحلات خاصة، مع العلم أن إقبال المغاربة يستمر طيلة السنة، لكنه يظل محدودًا ضمن عرض معين، نظرًا لامتلاء 90 بالمائة من بقية الوحدات”.
وأضاف أوباسيدي ضمن تصريحه لهسبريس أن “النقاش الآن يتمحور حول التخطيط لحملات ترويجية للسياحة الاستشفائية وفق مواعيد جديدة”، موضحًا أنه “من الضروري تشجيع المواطنين المغاربة الراغبين في تجربة حمامات الرمال على القيام بذلك منذ أواخر ماي، بدلًا من الانتظار حتى منتصف يوليوز أو غشت”، وتابع: “بحكم الاضطرابات المناخية صارت الحرارة ترتفع إلى 40 درجة مئوية في وقت مبكر من السنة”.
ولدى سؤاله عن التحديات المرتبطة بإقناع المغاربة بهذا التغيير، خاصة أن الوعي بالسياحة الاستشفائية (الدّفين) يرتبط عند كثيرين بمرحلة “الصّمايم”، ردّ الفاعل السياحي: “هذا صحيح، لكن الرمال تزداد حرارتها كما هو الحال خلال الفترة المذكورة”، معتبرًا أن “الشروط اللازمة لنجاح العملية الاستشفائية متوفرة، ولاسيما مع انخراط جميع الفاعلين، بما يشمل الهيئة الطبية في المنطقة، والتجنّد وفق أجندة الموعد الجديد المقترح”.
“عرض متنوع”
لحسن بوشدور، مستثمر سياحي في المنطقة، أشار إلى أن “انتهاء فترة الذروة بعد أسابيع يدفع المستثمرين سنويًا إلى تكييف هذا المعطى مع التدفقات التي تشهدها السياحة الداخلية”، مشيرًا إلى أن “العرض السياحي في الصحراء متنوع ويلبّي مختلف تطلعات السياح، سواء المغاربة أو الأجانب، خاصة عشاق سياحة المغامرة، واختراق الكثبان الرملية بالسيارات ذات الدفع الرباعي، أو الدراجات النارية رباعية العجلات، أو الدراجات الثنائية”.
وأضاف بوشدور، في تصريح لهسبريس، أن “مرحلة الذروة الممتدة بين الخريف والربيع تشهد زيارات مكثفة من جنسيات مختلفة، ما يساهم في جلب العملة الصعبة إلى المنطقة”، موردا أن “البنية التحتية السياحية المتنوعة التي شهدت تطورًا ملحوظًا في السنوات الأخيرة تعزز فرص الفاعلين في هذا القطاع الإستراتيجي بالجهة؛ إذ تتنوع العروض والأسعار لتناسب القدرة الشرائية للمغاربة، وتدعم المخطط السياحي الوطني بشكل خاص”.
وأشار المتحدث ذاته إلى أن “ارتفاع درجات الحرارة الوشيك يفتح آفاقًا جديدة للسياحة الصحراوية، خصوصًا في ما يتعلق بالسياحة الاستشفائية”، مبرزًا أن “هذه الفترة يُعوَّل عليها أيضًا من قبل المستثمرين في القطاع، لكونها تخلق رواجًا اقتصاديًا يُكمل الموسم الذهبي الممتد من أواخر أكتوبر حتى منتصف ماي”، وزاد: “المرحلة مختلفة حاليًا، فالضايات المائية تحولت إلى وجهة مغرية للزائرين، سواء المغاربة أو الأجانب”.