الذهب , كشف سعيد إمبابي ، عضو الشعبة باتحاد الغرف التجارية، عن رؤيته لمستقبل أسعار المعدن النفيس خلال الفترة المقبلة، في ظل التغيرات المتسارعة في المشهد الاقتصادي العالمي. وأوضح إمبابي، خلال مقابلة تلفزيونية، أن تصريحات الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب حول الرسوم الجمركية لعبت دورًا كبيرًا في إشعال فتيل حرب تجارية عالمية، خاصة بين الولايات المتحدة والصين.
هذا التوتر التجاري دفع العديد من الدول الكبرى، وعلى رأسها الصين، إلى تكثيف مشترياتها من المعدن النفيس كوسيلة للتحوّط وحماية اقتصاداتها من تداعيات هذه الحرب. ونتيجة لذلك، شهدت أسعار الذهب عالميًا قفزات ملحوظة، عكست مدى تأثير الأحداث السياسية والاقتصادية على سوق المعادن النفيسة.

هل الوقت مناسب لشراء الذهب؟
وحول جدوى شراءه في الوقت الراهن، قدّم إمبابي نصيحة مهمة للمواطنين، مؤكدًا أنه ما زال يُعد من أهم أدوات التحوّط في ظل حالة عدم اليقين التي تهيمن على الأسواق العالمية. وقال إن الاستثمار فيه يظل خيارًا آمنًا للأفراد الراغبين في حماية مدخراتهم، خصوصًا في أوقات الأزمات والتقلبات الاقتصادية.
لكنّه أشار في الوقت نفسه إلى ضرورة التفرقة بين الأهداف المختلفة من الشراء فإذا كان الغرض هو تحقيق مكاسب سريعة من خلال المضاربة على المدى القصير، فإن الوقت الحالي لا يُعد مثاليًا لذلك، نظرًا للضبابية وعدم وضوح الاتجاهات المستقبلية للأسواق.

الاستثمار طويل الأجل في الذهب هو الخيار الأفضل
أوضح إمبابي أن شراء المعدن الأصفر يصبح خيارًا ذكيًا ومجديًا إذا كان الهدف هو الاستثمار طويل الأجل، أي لفترة لا تقل عن سنتين. ففي هذه الحالة، يمكن للذهب أن يؤدي دوره التقليدي في حفظ القيمة، خاصة في مواجهة التضخم أو انخفاض القوة الشرائية للعملات.
وأشار إلى أن الأفراد الذين يمتلكون فوائض مالية يمكنهم استغلال الوضع الحالي للاستثمار، دون القلق من التقلبات المؤقتة، مؤكدًا أن المعدن الأصفر سيظل ملاذًا آمنًا ووسيلة فعالة للحفاظ على الثروة في الأمد الطويل.
في ظل عالم تتسم أسواقه بالاضطراب وعدم الاستقرار، تبقى النصيحة من الخبراء واضحة: لا تتسرع في الشراء من أجل الربح السريع، بل فكر في المدى البعيد، حيث يظهر دائمًا كأحد أكثر الأصول أمانًا وموثوقية، خاصة في الأوقات العصيبة اقتصاديًا.