تتواصل جهود الجزائر لدعم قطاع السيارات لديها، من خلال إقامة مصانع لتوطين هذه الصناعة الحيوية، بما يُسهم في تحويل الدولة الواقعة في شمال أفريقيا إلى منتج رئيس يحظى بحصة مهمة في هذه السوق العالمية المهمة.
وبحسب تقارير اطلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، فقد وقّعت شركات جزائرية، اليوم الثلاثاء 15 أبريل/نيسان (2025)، عددًا من الاتفاقيات مع شركات صينية، من بينها اتفاقيتان تخصان قطاع السيارات.
وفي هذا الإطار، وقّعت الشركة الوطنية للمسابك الجزائرية "فوندال"، فرع الشركة الوطنية لصناعة الحديد (إس إن إس)، اتفاقية مع شركة "جيتور" (Jetour) الصينية لصناعة السيارات، لاستثمار ما يزيد على 105 ملايين دولار خلال 5 سنوات، لإنشاء مصنع في ولاية "باتنة".
ومن المقرر أن يُنتج هذا المصنع الجديد، الذي سيدعم قطاع تصنيع السيارات في الجزائر، ما يزيد على 270 ألف سيارة سنويًا، بالإضافة إلى إسهاماته المهمة في دعم اقتصاد البلاد، من خلال توفير نحو 1000 فرصة عمل.
قطاع السيارات في الجزائر
تضمّنت الاتفاقية الموقعة بين الشركات اتفاقية أخرى تدعم قطاع السيارات في الجزائر، بين مجمع "إيريس" وشركة "شيري" الصينية، التي سيتم من خلالها إنجاز مشروع على مساحة 230 ألف متر مربع.
ومن المقرر أن يتخصّص المشروع الجديد بين الشركتَيْن العملاقتَيْن، في أعمال الطلاء والتلحيم الخاصة بهياكل السيارات، إذ من المتوقع أن يُسهم هذا المشروع -أيضًا- في خلق أكثر من 1200 فرصة عمل مباشرة، بخلاف آلاف فرص العمل غير المباشرة.
وتأتي هذه الاتفاقيات، ضمن جهود الحكومة الحالية لتطوير قطاع السيارات في الجزائر، بما يكفل تحويل الدولة إلى أحد المنتجين الرئيسين في هذا القطاع على المستوى العالمي، وفق ما طالعته منصة الطاقة المتخصصة.
يُشار إلى أن مساعي الدولة الواقعة في شمال أفريقيا لدعم قطاع السيارات تتزايد مؤخرًا، لا سيما أن الحكومة كانت قد دخلت في مفاوضات مع 13 شركة عالمية، تسعى إلى تصنيع مختلف أنواع المركبات على أراضيها.
وتتفاوض الجزائر على إنشاء قاعدة صناعية في صناعة السيارات، مع شركات عالمية متعددة مثل هيونداي وكبرى الشركات المصنعة للسيارات، إذ قال مستشار وزير الصناعة بلال لميطة، إن الوزارة تتواصل مع 13 شركة عالمية لدخول السوق المحلية وإقامة مصانع لإنتاج السيارات.
وتنظر الدولة إلى صناعة السيارات على أنها جزء من إستراتيجية وطنية تستهدف تعزيز التنوع الاقتصادي؛ إذ تركّز على خلق فرص عمل وتحقيق التنمية الصناعية، عبر شراكات جديدة مع الشركات العالمية.
تصنيع قطع غيار السيارات محليًا
تستهدف إستراتيجية الجزائر تحفيز تصنيع قطع غيار السيارات محليًا، ضمن جهودها لتوطين الصناعة، لا سيما أن القطاع يشهد مؤخرًا نشاطًا ملحوظًا، مع بدء إنتاج عدد من المكونات المهمة، مثل البطاريات والفلاتر والمكابح "الفرامل".
وتعمل الحكومة على تحفيز صناعة السيارات في البلاد بصورة جادة مؤخرًا، إذ إن المفاوضات التي بدأت مع 13 شركة عالمية تُعد مؤشرًا على عزم الحكومة تحقيق تقدم في هذه الصناعة، مع زيادة الاستثمارات، لتحويل الدولة إلى رائدة في هذا المجال.
يُشار إلى أن توجه الجزائر للتصنيع يشمل مكونات السيارات الكهربائية، إذ عقدت شراكتان في هذا المجال، الأولى مع شركة هيونداي الكورية الجنوبية لصناعة قطع الغيار محليًا، والثانية مع مؤسسة إيطالية لتصنيع اللواحق البلاستيكية للسيارات، وفق ما طالعته منصة الطاقة المتخصصة.
في الوقت نفسه، تسعى الحكومة إلى إيجاد قاعدة صناعية متينة تستطيع دعم الاقتصاد المحلي بصفة مستدامة، إذ يسعى المسؤولون لتعزيز هذه الاستثمارات، بتطوير البنى التحتية وإنشاء مزيد من المصانع، لخفض الاعتماد على الواردات.
موضوعات متعلقة..
اقرأ أيضًا..
المصادر:
