ضرب زلزال كاليفورنيا، والذي بلغت قوته 5.2 درجة على مقياس ريختر، أمس الإثنين، مناطق جنوب الولاية الأمريكية، وتحديدًا مدينة جوليان التابعة لمقاطعة سان دييجو، بحسب ما أعلنته هيئة المسح الجيولوجي الأمريكية (USGS).

تفاصيل زلزال كاليفورنيا
وأوضحت الهيئة أن الزلزال وقع على عمق 13.4 كيلومترًا، وكان مركزه يبعد نحو 4 كيلومترات جنوب بلدة جوليان الصغيرة التي تقع في منطقة جبلية شرقي سان دييجو، مشيرة إلى أن الهزة الأرضية كانت شديدة بما يكفي للشعور بها في مناطق ممتدة حتى مقاطعة لوس أنجلوس، التي تبعد نحو 193 كيلومترًا عن مركز الزلزال.
ورغم قوة الزلزال، لم تسجل أي إصابات أو خسائر بشرية، إلا أن التقارير أفادت بوقوع بعض الأضرار الطفيفة، خاصة في المناطق الريفية والجبلية المحيطة، حيث تساقطت الصخور على بعض الطرق، ما دفع السلطات إلى إصدار تحذيرات عاجلة للسائقين لتوخي الحذر أثناء القيادة.
تأثير الزلزال في جوليان وتحركات السكان
وفي بلدة جوليان الجبلية، والتي تشتهر بمتاجرها الريفية وخاصة فطائر التفاح، شوهدت السيارات وهي تتحرك بحذر في الشوارع وسط استمرار الهزات الارتدادية، فيما انتشرت صور تظهر تساقط الأغراض من فوق الرفوف داخل المنازل والمتاجر.
وقال بول نيلسون، وهو مالك سابق لأحد مناجم الذهب التاريخية في البلدة، لوكالة "أسوشيتد برس":
"شعرت بأن النوافذ الزجاجية ستتحطم من شدة الاهتزاز، لكنها لم تتأثر. فقط سقطت بعض إطارات الصور من الرفوف داخل متجر الهدايا التابع لشركة إيجل للتعدين، دون أضرار في البنية الأساسية".
وأضاف نيلسون أن الزلزال الأكبر تبعه عدة هزات ارتدادية، وأن الزلزال الأصغر الذي وقع في اليوم السابق أثناء وجود عدد من الزوّار داخل المنجم لم يُحدث أي ذعر، حيث بقي الجميع هادئين.

تحذيرات رسمية وتحركات سريعة من السلطات الأمريكية
أصدرت إدارة النقل في مقاطعة سان دييجو تنبيهات إلى المواطنين بشأن احتمالية وجود صخور متساقطة على الطرق، وخاصة الطريق السريع 76 شمال غرب جوليان. وأعلنت أن فرق الصيانة بدأت فعليًا فحص الطرق والجسور للكشف عن أي أضرار إنشائية محتملة.
كما تأخرت حركة القطارات مؤقتًا بعد الحادث، حيث قالت ماري دوفر، المتحدثة باسم إدارة النقل في "نورث كاونتي"، إن الفرق المختصة تقوم بفحص المسارات بعناية تحسبًا لأي تأثيرات غير مرئية قد يكون سببها الزلزال.
هرع الأفيال جراء زلزال كاليفورنيا
في مشهد فريد من نوعه، وثّقت كاميرات المراقبة في حديقة سفاري سان دييجو رد فعل سريعًا من قطيع الأفيال الإفريقية، حيث هرعت لتكوين ما يعرف بـ"دائرة التنبيه" لحماية صغارها، وهو سلوك فطري يحدث عند إحساسها بالخطر عبر الاهتزازات التي تلتقطها من الأرض بأقدامها.
وأكدت إدارة الحديقة أن القطيع استعاد هدوءه بعد بضع دقائق، دون أي إصابات بين الحيوانات أو الزوار.
إجراءات احترازية في المدارس واطمئنان عام
وفي سياق متصل، قال الكابتن توماس شوتس من إدارة الغابات ومكافحة الحرائق في سان دييجو، إن المدارس المحلية قامت بإجلاء الأطفال مؤقتًا من الفصول الدراسية إلى مناطق آمنة خارج المباني، كإجراء وقائي، مشيرًا إلى أنه شعر بالهزة بعد لحظات من تلقيه تنبيهًا على هاتفه المحمول.
وأضاف:"كانت هناك اهتزازات قوية وارتطام واضح للأجسام، لكن الأمور هدأت بعد دقائق قليلة، ولم تسجل أي أضرار تُذكر".
زلازل كاليفورنيا
تعد ولاية كاليفورنيا واحدة من أكثر المناطق المعرضة للنشاط الزلزالي في الولايات المتحدة، بسبب وقوعها على امتداد فالق سان أندرياس الشهير. وعلى الرغم من أن الزلازل بقوة 5 درجات تُصنف كـ"متوسطة"، فإن تأثيرها في المناطق الجبلية والريفية قد يكون ملموسًا بشكل كبير.