
بعدما شكل مصدر إزعاج وقلق للآلاف من المعتمرين المغاربة لسنوات، يبدو أن وزارة النقل واللوجستيك تتجه مستقبلا إلى اتخاذ إجراءات مشددة ضد شركات الطيران التي تنقل المعتمرين المغاربة إلى المملكة العربية السعودية وتتركهم عرضة للإهمال والتأجيل المتكرر لرحلات العودة.
وفي هذا السياق، ناقش عبد الصمد قيوح، وزير النقل واللوجستيك، أمس الاثنين، مع عبد الله الدعيلج، رئيس الهيئة العامة للطيران المدني بالمملكة العربية السعودية والذي يشغل في الآن ذاته منصب رئيس الهيئة العربية للطيران المدني، الموضوع وأكد على تمسك وزارة النقل بشروط صارمة في منح التراخيص لشركات الطيران.
وقال قيوح، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، على هامش مشاركته في مؤتمر منظمة الطيران الدولي “الإيكاو” حول تسهيل مستقبل النقل الجوي: “تناقشت مع المسؤول السعودي في الموضوع الذي يؤرقنا جميعا”.
وأضاف المسؤول الحكومي: “أكدت له أننا لا يمكن أن نرخص في المستقبل إلا للشركات التي تتوفر على برامج وعقود واضحة تضمن ذهاب وعودة المعتمرين المغاربة إلى بلدهم الأصلي في أوقات محددة مسبقا وظروف تحترم شروط العقود”.
وتابع قيوح مبينا أن هذا الموقف يأتي في إطار من التنسيق التام بين وزارته وبين وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية ووزارة السياحة، معتبرا أن المغرب لن يسمح باستمرار شركات عارضة “شارتير” غير مسؤولة في إهانة المعتمرين الذين يعدون بالآلاف كل عام.
ويأتي الموقف المغربي، الذي لاقى تفهما واضحا من الجانب السعودي، بعدما واجهت المعتمرين المغاربة خلال شهر رمضان الماضي مشاكل كبيرة في العودة إلى أرض الوطن بعد أداء المناسك؛ وذلك عندما توارت الشركات التي أقلتهم إلى بلاد الحرمين عن الأنظار، وأغلق مسؤولوها هواتفهم وتركوهم في موقف معلق لأيام.
وأثار الموضوع جدلا واسعا في أوساط العائلات، وخاصة من مدن الشمال الذين كان لذويهم نصيب كبير من هذه “التلاعبات” التي أفسدت عليهم صفاء الشعيرة الدينية التي تحظى بمكانة خاصة لدى المغاربة.