أسبوع الآلام , يبدأ مباشرة بعد انتهاء قداس أحد الشعانين أو أحد السعف، وهو اليوم الذي يحيي فيه الأقباط ذكرى دخول السيد المسيح إلى أورشليم، حيث استُقبل بأغصان الزيتون وسعف النخيل، في مشهد احتفالي يحمل رمزية السلام والانتصار الروحي. وبعد انتهاء القداس، تدخل الكنيسة في أجواء من الحزن والتأمل العميق، حيث تتشح الكنائس باللون الأسود، وتُعلّق الرايات السوداء، تعبيرًا عن مشاعر الحزن لما تعرض له السيد المسيح من آلام وعذابات.
يُعرف في الطقس القبطي باسم أسبوع البصخة المقدسة، وكلمة “بصخة” تعني “العبور”، في إشارة إلى عبور المسيح من الموت إلى الحياة، ومن الألم إلى المجد، وكذلك عبور البشرية من الظلمة إلى النور. وتُقام صلوات البصخة يوميًا صباحًا ومساءً، في جو مهيب وروحاني يطغى عليه الصمت والخشوع.
طقوس خاصة وعادات شعبية خلال أسبوع الآلام
على مدار هذه الأيام ، يمارس الأقباط مجموعة من الطقوس الروحية، إلى جانب عادات غذائية وشعبية تتماشى مع قداسته. يبدأ الصوم انقطاعيًا من منتصف الليل وحتى غروب الشمس، حيث يمتنع الصائمون عن الأكل والشرب تمامًا، ويكتفون بعد الغروب بأطعمة نباتية خالية من الدهون الحيوانية.
ومن أبرز العادات المرتبطة بهذه الأيام ، تناول “الفريك” يوم أربعاء أيوب، حيث يعتقد أن النبي أيوب شُفي من أمراضه في هذا اليوم. كما يستحم البعض بماء منقوع فيه نبات يُعرف باسم “رعرع أيوب”، اعتقادًا ببركته.
أما يوم خميس العهد، المعروف أيضًا بـ”خميس العدس”، فيتناول فيه الأقباط العدس كرمز للتقشف والبساطة. وفي الجمعة العظيمة، يتذوق البعض الخل تذكيرًا بما حدث للسيد المسيح على الصليب، حين طلب ماء فأعطي إسفنجة مملوءة بالخل، كما تُقدم وجبات من الفول النابت والطعمية، تعبيرًا عن الحياة الجديدة بعد الفداء.

أسبوع الآلام ينتهي بسبت النور… من الظلمة إلى نور القيامة
يُختتم بـ”سبت النور”، المعروف أيضًا بـ”سبت الفرح” أو “سبت التمجيد”، وهو اليوم الذي يُعتقد فيه بخروج النور المقدس من قبر السيد المسيح بكنيسة القيامة في القدس. يرمز هذا الحدث إلى إشراق النور على الجالسين في الظلمة، وإعلان بداية القيامة والانتصار على الموت.
وفي هذا اليوم، تُبدل الكنائس حزنها إلى فرح، حيث تُعلّق الستائر البيضاء المزيّنة بصور القيامة، وتُقام الصلوات بطقس فرائحي يمهد لعيد القيامة المجيد. وتشارك النساء في عادة رمزية بتكحيل العيون، وهي عادة تشترك فيها النساء القبطيات والمسلمات، دلالة على الفرح والخير القادم.
تبلغ الاحتفالات ذروتها في قداس سبت النور، الذي يمتد حتى فجر أحد القيامة، ليبدأ بعدها الفرح الحقيقي، حيث يفطر الأقباط بأطعمة شهية احتفالًا بقيامة المسيح، رمز النصر والأمل والخلاص.