"بسبب الحرب التجارية".. قفزة تاريخية في الطلب على الذهب بالصين

تُشير توقعات الأسواق العالمية إلى احتمال ارتفاع أسعار الذهب إلى مستويات غير مسبوقة، وسط تصاعد المخاوف الاقتصادية وتدهور العلاقات التجارية بين الصين والولايات المتحدة. 

وسجلت الصين خلال الأسبوع الماضي واحدة من أقوى موجات الإقبال على الذهب منذ أكثر من عام، وسط تحوّلات جيوسياسية واقتصادية دفعت المستثمرين الأفراد والمؤسسات إلى التوجه نحو المعدن الأصفر كملاذ آمن.

ارتفاع حاد في التداولات وأسعار محلية تفوق العالمية

شهدت بورصة شنغهاي للعقود الآجلة أعلى حجم تداول للذهب في عام، مدفوعة بنشاط مكثف من المصافي وتجار التجزئة وصناديق التحوط، وذلك في وقت بلغ فيه سعر الذهب المحلي علاوة قدرها 20 دولارًا للأونصة فوق السعر العالمي، في انعكاس واضح لحدة الطلب داخل السوق الصينية.

مع تصاعد الحرب التجارية بين أكبر اقتصادين في العالم، ازداد توجه المستثمرين في الصين نحو الذهب، مدفوعين بمخاوف من الركود وتراجع الثقة في سندات الخزانة الأميركية. ويُتوقع، بحسب بنك "غولدمان ساكس"، أن يصل سعر الذهب إلى 4000 دولار للأونصة بحلول منتصف 2026، أي بزيادة تقارب 25% عن مستوياته الحالية.

البنوك المركزية تقود الشراء

واصل البنك المركزي الصيني تعزيز احتياطاته من الذهب، بشراء نحو 2.8 طن في مارس، وهي خامس زيادة شهرية على التوالي، ما يعكس رغبة واضحة في تقليل الاعتماد على الدولار. وسجّل بنك الشعب الصيني سابقًا أكبر زيادة في احتياطاته عام 2019، عندما تدهورت العلاقات مع إدارة ترامب.

باتت الصناديق المتداولة في البورصة والمدعومة بالذهب خيارًا مفضلاً لدى المستثمرين، إذ تجاوزت تدفقاتها 12.4 مليار يوان الأسبوع الماضي – أي ما يعادل 1.7 مليار دولار – في قفزة تضاعفت عن ذروة الأسبوع السابق، وسط إقبال كبير من المستثمرين الأفراد.

ويقول آرون تشان، الخبير في "ستيت ستريت غلوبال أدفايزرز"، إن الطلب الحالي يتميز بأنه "أكثر استقرارًا وأقل تقلبًا" نظرًا لتجذره ثقافيًا واستثماريًا في الصين.

الذهب بديل استراتيجي وسط تراجع الثقة بالدولار

أشار فاسو مينون، مدير استراتيجية الاستثمار في "أوفرسي-تشاينيز بانكينغ كورب"، إلى أن الصين قد تتجه لتقليل تعرضها للأصول الأميركية بشكل أسرع، عبر زيادة حيازتها من الذهب، في خطوة استراتيجية تهدف لتنويع الاحتياطي النقدي بعيدًا عن الدولار الأميركي.