"غولدمان ساكس" يدهش وول ستريت بأرباح قياسية.. وطفرة التداول تتحدّى تقلّبات ترامب

جولد مان ساكس - أرشيفية

فاجأ بنك "غولدمان ساكس" الأسواق والمحللين بنتائج مالية قوية للربع الأول من العام، متجاوزًا التوقعات بفضل الأداء الاستثنائي لإيرادات تداول الأسهم، وذلك في ظل بيئة اقتصادية عالمية تشهد تقلبات متزايدة.

وأعلنت المؤسسة المالية العملاقة، عن أرباح بلغت 14.12 دولارًا للسهم الواحد، متفوقة بشكل ملحوظ على متوسط توقعات المحللين، الذي بلغ 12.35 دولارًا وفقًا لتقديرات LSEG. كما تجاوزت إيرادات البنك التوقعات، مُسجلة 15.06 مليار دولار مقابل 14.81 مليار دولار كانت متوقعة.

وكشف البنك عن ارتفاع صافي أرباحه بنسبة 15% على أساس سنوي، ليصل إلى 4.74 مليارات دولار، أو 14.12 دولارًا للسهم، بينما ارتفعت الإيرادات بنسبة أكثر تواضعًا بلغت 6% لتصل إلى 15.06 مليار دولار. وأشار البنك إلى أن الزيادة الكبيرة في إيرادات التداول، عوّضت التراجع الطفيف في عوائد إدارة الأصول والثروات، مُقارنةً بالفترة نفسها من العام الماضي.

وسجّل قسم الخدمات المصرفية والأسواق العالمية في البنك قفزة بنسبة 10% في الإيرادات لتصل إلى 10.71 مليارات دولار، مدفوعة بشكل أساسي بزيادة قدرها 27% في إيرادات تداول الأسهم، التي بلغت 4.19 مليارات دولار، متجاوزةً بذلك توقعات المحللين التي جمعتها StreetAccount بنحو 540 مليون دولار.

وقد ساهم هذا الأداء القوي في تعويض بعض الضعف في أقسام أخرى من البنك؛ حيث لم ترتفع إيرادات قسم الدخل الثابت، سوى بنسبة 2% على أساس سنوي، لتصل إلى 4.4 مليارات دولار، وهو أقل من التوقعات البالغة 4.56 مليارات دولار، كما تراجعت رسوم الخدمات المصرفية الاستثمارية بنسبة 8% إلى 1.91 مليار دولار، وهو أقل قليلًا من التوقعات البالغة 1.94 مليار دولار، وذلك نتيجة انخفاض عائدات الاستشارات.

وعلّق الرئيس التنفيذي للبنك، ديفيد سولومون، في البيان قائلاً: "بينما ندخل الربع الثاني في ظل بيئة تشغيلية، تختلف بشكل ملحوظ عما كانت عليه في وقت سابق من هذا العام، فإننا لا نزال واثقين بقدرتنا على مواصلة دعم عملائنا".

وتأتي هذه التصريحات في ظل التوترات التي أثارها الرئيس دونالد ترامب بتصعيده الخلافات التجارية خلال الشهر الجاري، مما أضاف حالة من عدم اليقين إلى الأسواق.

"جيه بي مورغان" و"مورغان ستانلي" يسيران على نفس الدرب:

ولم يكن "غولدمان ساكس" الوحيد الذي حقق نتائج قوية؛ حيث سجل كل من "جيه بي مورغان تشيس" و"مورغان ستانلي" نتائج مالية فاقت التوقعات خلال الربع الأول من العام، مُستفيدين أيضًا من الأداء القوي في تداول الأسهم.

وشهدت إيرادات تداول الأسهم ارتفاعًا ملحوظًا بنسبة 48% لدى "جيه بي مورغان"، و45% لدى "مورغان ستانلي"، مُستغلين التقلبات التي سادت الأسواق في الأشهر الأولى من ولاية الرئيس دونالد ترامب، ومساعيه لإعادة تشكيل الاتفاقيات التجارية العالمية.

وتعكس هذه النتائج القوية لقادة وول ستريت، قُدرة هذه المؤسسات على التكيّف مع الظروف المتغيّرة، وتحقيق أداء قوي، في ظل بيئة اقتصادية وسياسية عالمية مليئة بالتحديات.