قال المهندس حسن الخطيب، وزير الاستثمار والتجارة الخارجية، إن العالم يشهد تحولًا جذريًا في ملامح الاقتصاد العالمي، مشيرًا إلى أن المرحلة الحالية تمثل فصلًا جديدًا في التاريخ، تتنافس فيه الولايات المتحدة والصين على قيادة النظام الاقتصادي الدولي، بعد 30 عامًا كانت العولمة هي العنوان الأبرز.
وأضاف خلال حواره ببرنامج "كلمة أخيرة" المذاع عبر فضائية ON، أن الولايات المتحدة تمثل اليوم نحو 27% من الناتج القومي العالمي، في حين تمثل الصين 19.6%، ما يعكس حجم التنافس الاقتصادي بين القوتين الكبيرتين، مشيرًا إلى أن فكرة العولمة لم تعد هي السائدة، حيث لم تعد الأولوية للإنتاج الأرخص أو للحدود المفتوحة، بل أصبح العنوان الجديد للاقتصاد العالمي هو السياسات الحمائية، حيث تسعى كل دولة لحماية نفسها واقتصادها.
وأشار الوزير إلى أن أزمة جائحة كوفيد-19 كانت لحظة فاصلة أعادت تشكيل المفاهيم المرتبطة بالتجارة العالمية، إذ بدأ الغرب يتعامل بشكل مختلف مع الصين، بالتوازي مع تبني إجراءات حمائية من قبل العديد من الدول.
المستثمرون يبحثون عن بيئات مستقرة لضخ استثماراتهم فيها
وأكد أن نظام العولمة الذي ساد لعقود أسهم في رفع معدلات النمو وخفض التضخم عالميًا، لكن المرحلة المقبلة قد تشهد العكس، نتيجة ارتفاع تكاليف الإنتاج ودورة جديدة من التضخم العالمي، مشيرًا إلى أن حالة عدم اليقين الناتجة عن التقلبات العالمية، خصوصًا ما يتعلق بالسياسات الاقتصادية وأسعار الصرف، تجعل المستثمرين أكثر حذرًا، حيث باتوا يبحثون عن بيئات مستقرة لضخ استثماراتهم فيها.