
أكد الدكتور أيمن عبد الوهاب، مدير مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، أن التنسيق المصري القطري في إدارة أزمة غزة قدّم نموذجًا متميزًا في مواجهة التحديات التي فرضها الاحتلال الإسرائيلي، خاصة مع تصاعد عمليات القصف ومحاولات التهجير القسري، واصفًا تلك العمليات بـ"الإبادة الجماعية".
جهود القاهرة والدوحة تحقق نتائج إيجابية
وخلال مداخلة هاتفية مع برنامج "كلمة أخيرة" الذي تقدمه الإعلامية لميس الحديدي على قناة ON، أوضح عبد الوهاب أن الجهود المشتركة بين القاهرة والدوحة، بالتعاون مع واشنطن، نجحت في تحقيق نتائج ملموسة، أبرزها التوصل إلى هدنة – رغم خروقات إسرائيل المتكررة – مشيرًا إلى أن تلك الجهود تعود بقوة من خلال مبادرة مصرية تحظى بدعم إقليمي ودولي واسع.
زيارة السيسي للدوحة ودلالاتها الاستراتيجية
وأشار عبد الوهاب إلى أن زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسي إلى الدوحة في هذا التوقيت تحمل دلالات استراتيجية عميقة، قائلاً: "الزيارة تعكس تصاعد مستوى التنسيق العربي، وخاصة مع قطر، وهي رسالة قوية تفهمها أطراف عديدة بأن التنسيق العربي في الملفات الكبرى مستمر وقوي".
رد مباشر على شائعات "قطر جيت"
وردًا على سؤال لميس الحديدي حول ما إذا كانت الزيارة تُعد ردًا مباشرًا على التسريبات الإعلامية الإسرائيلية الأخيرة فيما يُعرف بـ"قطر جيت"، قال عبد الوهاب: "بلا شك، النموذج المصري القطري في إدارة أزمة غزة يزعج تل أبيب، وهو ما يدفعها لبث الشائعات ومحاولة تنفيذ سياسة 'فرق تسد'. لكن مستوى التنسيق العالي بين القاهرة والدوحة كفيل بإفشال هذه المحاولات".

تنسيق عربي مشترك لوقف التهجير ودعم الإعمار
وأكد أن التنسيق المصري القطري مهم لإيجاد أرضية عربية مشتركة تدعم وقف إطلاق النار، وتتصدى لمحاولات التهجير القسري، وتسهم في إعادة إعمار قطاع غزة، مشددًا على أن المبادرة المصرية تلقى ترحيبًا واسعًا على الصعيد الدولي.
السياسة المصرية ترتكز على الأمن والاستقرار والتنمية
واختتم عبد الوهاب حديثه بالتأكيد على أن السياسة الخارجية المصرية تقوم على ثلاثية واضحة: الأمن، والاستقرار، والتنمية، وهي فلسفة تنعكس على تعاطي الدولة مع مختلف القضايا، وعلى رأسها القضية الفلسطينية، قائلاً: "مكانة مصر وثقلها الإقليمي يجعلها لاعبًا رئيسيًا في تنسيق الجهود العربية حول أهم الملفات، وفي مقدمتها القضية الفلسطينية".