أكد الزعيم الكردي مسعود بارزاني، اليوم الأحد، أن دور المرأة الكردية لا يقل شأناً عن دور الرجل، وخاطب المرأة: “بقدراتكن ابنين المستقبل ونحن ندعمكن”، مشيراً إلى أنه “واثق من قدرات المرأة الكردية ويجب فتح جميع الأبواب والمجالات أمامها لتؤدي دورها”.
وقال بارزاني : في ثورتي أيلول وكولان وحرب داعش، أدت المرأة دوراً ملحوظاً، وخاصة في ثورة كولان، كانت الأم تستشهد مع أطفالها، كما كان تأمين طعام البيشمركة يقع على عاتق المرأة الكردية، وكان البيشمركة في الجبهة مطمئناً بأن الأم أو الزوجة أو الأخت ترعى أطفاله، وتؤمن طعامه، والأمر كذلك في ثورة كولان والأمثلة الكثيرة، وفي حرب داعش بناتنا كنّ باسلات وهذا محل فخر، مراراً كن يتصدين بأنفسهن حينما كان داعش يجتاح مناطقهن، وقد حاربن بشجاعة، سعيد للغاية بأنني أرى عدداً كبيراً من النساء يؤدين دوراً بارزاً في الجامعات والمعاهد والعديد من الأماكن والمجالات الأخرى.
وأضاف بارزاني خلال مؤتمر تحت شعار “بقدراتنا نبني المستقبل” : يجب أن تؤدي المرأة الكردية دورها في جميع المجالات، وأذكر أول امرأة يتم إعدامها في العراق أصبحت رمز النضال والمقاومة والإباء وهي ليلى قاسم، لقد ذهبوا إليها وقالوا لها: اكتبي رسالة لأحمد حسن بكر، اطلبي العفو وسيعفو عنك لأنك امرأة، لكنها ردت: أنتم أقل من أن أطلب العفو منكم، أنا أطلب العفو من أمتّي.
وتابع قائلا : الآن هناك واجب عظيم ومقدس على عاتقكن وهو تربية الجيل الجديد، فللأسف أعداء شعب كردستان حاولوا كثيراً، تحريف شبابنا؛ لكن الإنسان إذا لم يكن لديه ولاء للشعب والوطن فلا قيمة له، سيكون متخبطاً، وهذه الحرب التي مارسوها ضدنا في هذا المضمار أخطر وأكبر من حرب الدبابات والطائرات وحتى الكيمياوي والأنفال.
وخاطب الزعيم الكردي نساء الإقليم : أطلب منكن أن تؤدين دوركن في جميع المجالات والاندماج في المجتمع لتوعية الأمهات بأن هذا خطر كبير يواجهنا للأسف، وكان له تأثير إلى حد كبير، لكن الأمر أفضل الآن، ونحن سعداء بأننا نشهد في الفترة الأخيرة توعية وطنية على الطريق الصحيح، سواء في أوروبا أم داخل كردستان، وهذا محل سرور ونأمل استمرار ذلك وتعزيزه.
وأكد بارزاني أن “أهمية المرأة وحقوقها بالنسبة لنا شيء مقدس كثيراً، لأنه قبل 120 عاماً من الآن، وضع الشيخ الشهيد عبدالسلام البارزاني وبعده الشيخ أحمد أسس حماية حقوق المرأة واحترامها بأن تكون محمية وكان ذلك أحد أسباب تقدم بارزان، ففي حين لا تزال بعض العادات والتقاليد باقية في عدد من الأماكن بفرض الزواج القسري على الفتيات، وهذا جريمة في منتهى البشاعة، حيث يجب أن يكون الزواج طوعياً من الطرفين، ونحن فخورون بإتاحة المجال للمرأة لتؤدي دورها وتشعر بوجودها في بارزان قبل 120 سنة من الآن وترسيخ دور المرأة ومكانتها وأهميتها وهذا فخر لنا”.
ويوافق غداً يوم استذكار الأنفال، حينما تمت إبادة المئات بل الآلاف من الأمهات مع أطفالهن، وعنهن قال بارزاني : نوجه تحية إجلال لأرواح جميع الشهداء وخاصة النساء اللواتي أُبدن مع أطفالهن.. المقابر الجماعية أظهرت استشهاد النساء مع أطفالهن، والمهم هو وجوب مواصلة النضال، وينبغي أن لا نخضع، ولابد من فتح جميع الأبواب والمجالات أمام المرأة لتؤدي دورها جيداً، وأنا واثق من أنكن قادرات على أداء دوركن، وأؤكد مرة أخرى: نفذن شعاركن، ونحن نقف وراءكن بكل إمكانياتنا.