
أفادت وسائل إعلام إسرائيلية، صباح اليوم الأحد 13 أبريل 2025، بوقوع دوي انفجارات في منطقة تل أبيب الكبرى والقدس، وذلك بالتزامن مع تفعيل صفارات الإنذار في مئات البلدات والمدن الإسرائيلية، وسط حالة من الترقب والهلع في الشارع الإسرائيلي.
وأكد الجيش الإسرائيلي في بيان عاجل أنه رصد صاروخًا أُطلق من الأراضي اليمنية، مشيرًا إلى أن الدفاعات الجوية حاولت اعتراضه، وأنه يجري حاليًا فحص نتائج عملية الاعتراض ومدى نجاحها في تفادي الخطر.
صفارات الإنذار تدوي في 300 مدينة وبلدة إسرائيلية
من جانبها، أعلنت الجبهة الداخلية الإسرائيلية أن صفارات الإنذار دوت في نحو 300 بلدة ومدينة في وسط إسرائيل، بما في ذلك تل أبيب، القدس، والرملة، ضمن استنفار أمني كبير.
وأوضحت الجبهة أن تفعيل الإنذارات جاء بناءً على تقييم خطر اختراق صواريخ الدفاعات الجوية، داعية المواطنين إلى البقاء داخل المناطق المحمية والملاجئ إلى حين صدور تعليمات جديدة.
الشرطة تبحث عن مواقع سقوط محتملة للصواريخ
في ذات السياق، أكدت الشرطة الإسرائيلية أنها بدأت تنفيذ عمليات تمشيط واسعة بحثًا عن مواقع سقوط محتمل للصواريخ أو شظاياها، خصوصًا في محيط المناطق التي انطلقت فيها صافرات الإنذار.
وطالبت الشرطة المواطنين بالتزام الهدوء، ومواصلة التواجد داخل الأماكن المحصنة، مشيرة إلى أن حجم الضرر أو الإصابات لم يُعرف بعد بشكل دقيق، وأن التقييمات الميدانية لا تزال جارية.
إغلاق مطار بن غوريون بعد الإنذارات
بالتزامن مع تلك التطورات، أعلنت القناة 12 الإسرائيلية أن السلطات قررت إغلاق مطار بن غوريون الدولي أمام جميع عمليات الإقلاع والهبوط مؤقتًا، وذلك في أعقاب تفعيل صفارات الإنذار وتحليق أنظمة الدفاع الجوي في أجواء وسط إسرائيل.
وذكرت القناة أن إغلاق المطار يأتي ضمن تدابير احترازية تهدف إلى حماية المسافرين والعاملين، خاصةً مع احتمالية تكرار الهجمات الجوية خلال الساعات المقبلة.
شظايا صواريخ تسقط في الخليل
وفي تطور ميداني لافت، أفادت مصادر لقناة الجزيرة أن شظايا صواريخ اعتراضية سقطت جنوبي مدينة الخليل في الضفة الغربية، ما أدى إلى حالة من الذعر بين السكان، دون الإبلاغ حتى اللحظة عن وقوع إصابات.
وتشير هذه التطورات إلى أن مدى الصواريخ التي تم إطلاقها من اليمن قد بلغ مستويات غير مسبوقة، بحيث اخترق الأجواء الإسرائيلية ووصل إلى عمق الأراضي المحتلة، وهو ما يعزز مخاوف المؤسسة الأمنية الإسرائيلية من تصعيد عابر للحدود.
الحوثيون يواصلون استهداف إسرائيل رغم الغارات الأميركية
ومنذ 15 مارس 2025 وحتى الخميس الماضي، شنت المقاتلات الأميركية مئات الغارات الجوية على اليمن، في إطار حملة عسكرية تستهدف مواقع جماعة أنصار الله (الحوثيين)، ما أدى إلى مقتل 118 مدنيًا وإصابة 222 آخرين، معظمهم من النساء والأطفال، حسب بيانات صادرة عن الجماعة.
وتأتي تلك الغارات عقب تعليمات مباشرة من الرئيس الأميركي دونالد ترامب، الذي أصدر أوامر بشن "هجوم كبير" على الحوثيين، وهدد علنًا بـ "القضاء عليهم تمامًا"، في ظل اتهامات أميركية للجماعة بتهديد الملاحة الدولية واستهداف إسرائيل.
إلا أن جماعة الحوثي تجاهلت تهديدات واشنطن، واستأنفت عملياتها الهجومية تجاه العمق الإسرائيلي والسفن المرتبطة بها في البحر الأحمر، مؤكدة أن تلك الهجمات تأتي ردًا على جرائم الاحتلال الإسرائيلي في قطاع غزة واستمرار حرب الإبادة ضد المدنيين الفلسطينيين.
العدوان على غزة مستمر وسط صمت دولي
تأتي هذه التطورات في الوقت الذي تمضي فيه إسرائيل، بدعم أميركي واسع، في عدوانها المستمر على قطاع غزة منذ 7 أكتوبر 2023، والذي أسفر حتى الآن عن نحو 167 ألف شهيد وجريح، غالبيتهم من النساء والأطفال، إضافة إلى أكثر من 11 ألف مفقود.
كما تفرض قوات الاحتلال حصارًا خانقًا على القطاع، تمنع من خلاله دخول الغذاء والدواء والمياه والوقود، ما أدى إلى كارثة إنسانية غير مسبوقة، حسب ما أعلنته السلطة المحلية في غزة.
ورغم الإدانات المتكررة من بعض المؤسسات الدولية، لا تزال الولايات المتحدة الأمريكية تقدم دعمًا سياسيًا وعسكريًا لإسرائيل، متجاهلة حجم المأساة الإنسانية المتفاقمة في القطاع.
هل يشهد الصراع تصعيدًا إقليميًا جديدًا؟
وفي ظل هذا التوتر المتصاعد، يُطرح تساؤل جوهري حول احتمالات توسع رقعة التصعيد العسكري لتشمل مناطق جديدة في الشرق الأوسط، لا سيما مع دخول جماعة الحوثي في جبهة المواجهة المباشرة ضد إسرائيل، واستمرار الغارات الأميركية على اليمن.
ويرى محللون أن هذه التطورات قد تؤدي إلى مرحلة جديدة من المواجهة الإقليمية، في حال استمرت إسرائيل في عدوانها على غزة، وتوسعت الهجمات المضادة لتشمل أهدافًا إسرائيلية من عدة جبهات.