طالب الهلال الأحمر الفلسطيني المجتمع الدولي ومؤسسات حقوق الإنسان بالتدخل الفوري للضغط على الاحتلال الإسرائيلي من أجل الإفراج العاجل عن المسعف الفلسطيني أسعد النصاصرة، الذي اختطفته قوات الاحتلال قسرًا أثناء تأدية مهامه الإنسانية في قطاع غزة.
وأوضح الهلال الأحمر، في بيان رسمي، أن النصاصرة كان ضمن طاقم المسعفين الذين تعرضوا للاستهداف المباشر في وقت سابق في مدينة رفح جنوبي قطاع غزة، خلال مهمة إنسانية لإنقاذ الجرحى والمصابين، وهو ما يشكل خرقًا صارخًا للقانون الدولي الإنساني.
وأشار البيان إلى أن اللجنة الدولية للصليب الأحمر أبلغت الهلال الأحمر مؤخرًا بأن الزميل أسعد النصاصرة معتقل حاليًا لدى سلطات الاحتلال، بعد أن كان مصيره مجهولًا منذ لحظة استهداف الطاقم الطبي.
جريمة متعمدة بحق طواقم الإسعاف
وأكدت نبال فرسخ، المتحدثة باسم الهلال الأحمر الفلسطيني في غزة، أن اعتقال المسعف النصاصرة ليس الحادثة الأولى من نوعها، بل يأتي في سياق سلسلة من الاعتداءات المنظمة التي تعرضت لها طواقم الإسعاف في القطاع، والتي أسفرت عن استشهاد 8 مسعفين واختفاء النصاصرة قسريًا، وهو ما اعتبرته جريمة حرب مكتملة الأركان ارتكبها الاحتلال الإسرائيلي بشكل متعمد.
وأضافت فرسخ أن الفيديو الذي التقطه الزميل الشهيد رفعت رضوان، وثق لحظات ما قبل استهداف مركبة الإسعاف، وكشف زيف الرواية الإسرائيلية التي ادعت أن المركبات اقتربت من مواقع جيش الاحتلال دون تشغيل الإضاءة، مؤكدة أن الفيديو يُظهر بشكل قاطع أن مركبات الهلال الأحمر كانت تسير بوضوح وبكامل الإشارات الضوئية الخاصة بالطوارئ، ما يثبت تعمد استهدافها من قبل القوات الإسرائيلية.
دعوات لتحقيق دولي ومحاسبة المسؤولين
وطالبت المتحدثة باسم الهلال الأحمر الفلسطيني بإجراء تحقيق دولي مستقل وشفاف في الجرائم التي ارتكبها الاحتلال بحق الطواقم الطبية والإنسانية، وشددت على ضرورة محاسبة المسؤولين الإسرائيليين عن هذه الانتهاكات الخطيرة، مشيرة إلى أن صمت المجتمع الدولي هو ما شجّع الاحتلال على قتل عشرات من كوادر الهلال الأحمر خلال تأديتهم واجبهم الإنساني منذ بدء العدوان.
وأكدت أن هذا الاستهداف الممنهج لا يهدد فقط حياة العاملين في المجال الإنساني، بل يقوّض كل قواعد القانون الدولي واتفاقيات جنيف التي تضمن حماية العاملين في الحقل الطبي أثناء النزاعات المسلحة.
قائمة شهداء الهلال الأحمر الفلسطيني
وقد ارتفع عدد شهداء جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني إلى 27 مسعفًا، استهدفهم جيش الاحتلال منذ بدء العدوان على قطاع غزة في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، ومن بين هؤلاء الشهداء:
- مصطفى خفاجة
- عز الدين شعت
- صالح معمر
- رفعت رضوان
- محمد بهلول
- أشرف أبو لبدة
- محمد الحيلة
- رائد الشريف
وكانت السلطات الفلسطينية في غزة قد أعلنت، خلال الفترة بين 27 و30 مارس/آذار الماضي، العثور على جثامين 15 من أعضاء فرق الإسعاف والإطفاء، مدفونة في منطقة تبعد نحو 200 متر عن موقع توقف مركباتهم.
محاولة تنصل إسرائيل من المسؤولية
ورغم الأدلة الواضحة، حاولت إسرائيل التنصل من مسؤوليتها عن الجريمة، حيث زعم جيش الاحتلال في بيان بتاريخ 31 مارس، أن قواته لم تستهدف سيارات الإسعاف عشوائيًا، بل أطلقت النار على عدة مركبات اقتربت "بصورة مشبوهة" من الجنود دون تشغيل إشارات الطوارئ.
لكن هذه الرواية سقطت أمام الأدلة الميدانية، بعدما كشفت صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية عن مقطع مصور صادم تم العثور عليه في هاتف أحد المسعفين الشهداء، والذين تم دفنهم ضمن مقبرة جماعية في منطقة تل السلطان.
وأظهر المقطع، الذي حصلت عليه الصحيفة من دبلوماسي رفيع في الأمم المتحدة، أن سيارات الإسعاف كانت تحمل علامات واضحة، وتشغّل إنارة الطوارئ بشكل كامل عند تعرضها لإطلاق النار من قبل قوات الاحتلال، ما يدحض بشكل قاطع مزاعم الجيش الإسرائيلي.
مجزرة مستمرة بدعم أمريكي وصمت دولي
ويأتي هذا الاستهداف في سياق العدوان الإسرائيلي المستمر على قطاع غزة، والذي دخل شهره السابع، وأسفر عن استشهاد نحو 167 ألف فلسطيني بين قتيل وجريح، غالبيتهم من النساء والأطفال، إلى جانب أكثر من 11 ألف مفقود تحت الأنقاض، وسط دمار شامل وانهيار كامل في البنية التحتية والخدمات الصحية والإنسانية.
ورغم الإدانات الدولية، تستمر الولايات المتحدة في دعم إسرائيل سياسيًا وعسكريًا، بينما تفرض تل أبيب حصارًا خانقًا على قطاع غزة، متجاهلة كافة المناشدات الدولية التي تطالب بوقف الحرب وفتح الممرات الإنسانية.
