
شهدت مدن وبلدات الضفة الغربية المحتلة، اليوم الأحد، تصعيدًا جديدًا في وتيرة الاعتداءات الإسرائيلية، إذ هاجم مستوطنون إسرائيليون عائلة فلسطينية في مدينة الخليل، بينما أصاب جيش الاحتلال رجلًا خمسينيًا برصاص حي، واعتقل اثنين آخرين شمال المدينة ذاتها.
اعتداء عنيف من المستوطنين على عائلة فلسطينية في الخليل
أفادت مصادر فلسطينية محلية، بأن مجموعة من المستوطنين هاجمت، صباح الأحد، المواطن الفلسطيني محارب العكيمي وعائلته، أثناء تواجدهم في منطقتهم السكنية الواقعة شرق قرية سِكا، التابعة لمحافظة الخليل.
وأوضح العكيمي في تصريحات صحفية أنه فوجئ بقيام أحد المستوطنين بإدخال أغنامه إلى أرضه، وحينما حاول منعه، اعتدى عليه المستوطن بالضرب، محدثًا به كدمات ورضوضًا جسدية.
وتابع أن المستوطن استدعى آخرين، حيث شاركوا في ضربه وركله، كما اعتدوا على بناته، محطّمين هاتفه المحمول لمنعه من توثيق الاعتداء.
وأشار إلى أن المعتدين ينتمون إلى مستوطنة "نِغوهوت" المقامة جنوب بلدة دورا، ويعرفون بسجلهم الحافل من الاعتداءات المتكررة على سكان المنطقة، بهدف التضييق عليهم وترهيبهم.
إصابة فلسطيني برصاص الاحتلال على حاجز عسكري
في حادث منفصل، أعلنت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني أن طواقمها نقلت رجلًا يبلغ من العمر 58 عامًا إلى المستشفى، بعد إصابته برصاص حي في القدم أطلقه جنود الاحتلال عند حاجز فرش الهوى شمال غرب مدينة الخليل.
وأكدت وكالة الأنباء الفلسطينية "وفا" أن المصاب يُدعى رائد شعبان أبو سامي، وقد نُقل لتلقي العلاج، في وقت أغلقت فيه قوات الاحتلال الطريق المؤدي إلى الحاجز في كلا الاتجاهين، ما تسبب في تعطيل حركة المواطنين لساعات.
الاحتلال يعتقل فلسطينيين شمال الخليل
بالتزامن مع هذه التطورات، اقتحمت قوات الاحتلال الإسرائيلي فجر اليوم بلدة حلحول شمال الخليل، وقامت باعتقال مواطنين فلسطينيين بعد مداهمة منزليهما وتفتيشهما والعبث بمحتوياتهما.
وذكرت وكالة "وفا" أن الاقتحام تخلله مواجهات بين الشبان الفلسطينيين وجنود الاحتلال، الذين استخدموا قنابل الغاز والصوت، بالإضافة إلى الرصاص الحي، دون الإبلاغ عن وقوع إصابات حتى الآن.
منظمة حقوقية: 212 تجمعًا بدويًا يواجه خطر التهجير
وفي السياق ذاته، حذّرت منظمة البيدر للدفاع عن حقوق البدو من استمرار جرائم الاحتلال بحق التجمعات البدوية الفلسطينية في الضفة الغربية، والتي وصل عددها إلى 212 تجمعًا، تتعرض بشكل ممنهج لاعتداءات من قبل قوات الاحتلال والمستوطنين.
وأوضحت المنظمة، في بيان لها، أن هذه الاعتداءات تنضوي تحت ما وصفته بـ "سياسة التهجير القسري" لتحقيق أهداف استعمارية تتماشى مع خطط توسيع الاستيطان.
وشملت الاعتداءات، حسب المنظمة، إطلاق النار على المدنيين، تدمير المساكن، ومهاجمة المواشي التي تُعتبر المصدر الأساسي للرزق لدى العائلات البدوية.
وأكد البيان أن المجتمع الدولي لم يتحرك بالشكل الكافي لوقف هذه الانتهاكات، وأن إسرائيل تواصل تنفيذ هذه الجرائم دون أي عقوبات أو محاسبة تُذكر.
2934 اعتداء استيطاني خلال 2024.. وتصاعد في القتل والاعتقالات
تجدر الإشارة إلى أن هيئة مقاومة الجدار والاستيطان الفلسطينية، كانت قد رصدت في تقريرها السنوي تنفيذ 2934 اعتداءًا من قِبل المستوطنين في الضفة الغربية منذ بداية عام 2024 وحتى الآن، شملت حرق منازل ومزارع، والاعتداء الجسدي على المدنيين.
وفي سياق متصل، أظهرت بيانات رسمية أن عدد الشهداء الفلسطينيين في الضفة الغربية منذ بدء حرب الاحتلال على غزة في 7 أكتوبر 2023، قد تجاوز 947 شهيدًا، بينما أصيب قرابة 7 آلاف آخرين، وتم اعتقال أكثر من 15،800 فلسطيني، وسط تصاعد عمليات المداهمة والاعتقال.
إسرائيل تواصل الإبادة في غزة بدعم أمريكي
ويأتي هذا التصعيد في الضفة بالتوازي مع المجازر المستمرة التي يرتكبها الاحتلال الإسرائيلي في قطاع غزة، حيث ارتفع عدد الشهداء إلى أكثر من 33 ألفًا، معظمهم من النساء والأطفال، إضافة إلى أكثر من 134 ألف مصاب، ووجود أكثر من 11 ألف مفقود تحت الأنقاض، وفق إحصائيات وزارة الصحة في القطاع.
وتواجه إسرائيل انتقادات دولية متصاعدة بسبب الحرب التي تخوضها بدعم أمريكي، في ظل كارثة إنسانية غير مسبوقة يعاني منها سكان القطاع، وسط دمار شامل وانهيار في البنية التحتية، ونقص حاد في المياه والغذاء والدواء.
إخلاء مسؤولية إن موقع عاجل الإخباري يعمل بطريقة آلية دون تدخل بشري،ولذلك فإن جميع المقالات والاخبار والتعليقات المنشوره في الموقع مسؤولية أصحابها وإداره الموقع لا تتحمل أي مسؤولية أدبية او قانونية عن محتوى الموقع.