في خطوة ذات دلالات سياسية وأمنية كبيرة، وصل رئيس الوزراء الصومالي، حمزة عبدي بري، اليوم إلى مدينة لاسانود، عاصمة إقليم سول في شمال البلاد، في أول زيارة لمسؤول رفيع من الحكومة الفيدرالية منذ أكثر من ثلاثة عقود.
وتأتي الزيارة وسط توتر حاد مع سلطات أرض الصومال التي تسيطر على مناطق مجاورة وتعتبر المدينة ضمن حدودها الإدارية.
خلفية النزاع
مدينة لاسعانود كانت خاضعة لإدارة أرض الصومال حتى اندلاع اشتباكات عنيفة في عام 2023 بين قواتها ومقاتلين من عشائر محلية، أدت إلى مقتل أكثر من 200 شخص، معظمهم من المدنيين.
انتهت المواجهات بطرد قوات أرض الصومال من المدينة، وتشكيل إدارة محلية أعلن سكانها رغبتهم في الانضمام إلى الحكومة الفيدرالية في مقديشو من جديد.
تهديدات متبادلة
أعلنت سلطات أرض الصومال رفضها القاطع لزيارة رئيس الوزراء الصومالي، ووصل التوتر إلى حد تهديد مسؤولين بإسقاط طائرته حال دخوله الأجواء.
ورغم هذه التهديدات، أصر رئيس الوزراء على تنفيذ الزيارة، التي تحمل بعدًا رمزيًا قويًا فيما يتعلق بوحدة الصومال ومركزية الدولة.
اعتراف بولاية خاتومو
من المتوقع أن يعلن حمزة عبدي بري خلال زيارته الاعتراف الرسمي بولاية خاتومو، التي كانت تطالب بالحكم الذاتي تحت مظلة الحكومة الفيدرالية منذ سنوات دون أن تحظى باعتراف رسمي. وتشير الخطوة إلى تحوّل جديد في سياسة الحكومة تجاه الأقاليم الشمالية الخارجة عن سيطرتها منذ انهيار الدولة المركزية عام 1991.
دلالات تاريخية
تحمل مدينة لاسعانود أهمية خاصة في التاريخ السياسي الصومالي، إذ شهدت في عام 1961 اغتيال الرئيس الثاني للصومال، عبد الرشيد علي شرماركي، في حادثة غامضة لم تُكشف ملابساتها حتى اليوم. كما أنها لم تشهد زيارة أي مسؤول فيدرالي منذ زيارة الرئيس الراحل محمد سياد بري عام 1989.
في النهاية زيارة رئيس الوزراء الصومالي إلى لاسعانود تُعد تحركًا جريئًا نحو تعزيز وحدة الأراضي الصومالية واستعادة النفوذ الفيدرالي في المناطق المتنازع عليها، لكنها في الوقت نفسه تفتح الباب أمام تصعيد محتمل مع "أرض الصومال"، ما يضع الملف الصومالي من جديد في دائرة الاهتمام الإقليمي والدولي.
إخلاء مسؤولية إن موقع عاجل الإخباري يعمل بطريقة آلية دون تدخل بشري،ولذلك فإن جميع المقالات والاخبار والتعليقات المنشوره في الموقع مسؤولية أصحابها وإداره الموقع لا تتحمل أي مسؤولية أدبية او قانونية عن محتوى الموقع.