الذهب يسجل مستويات تاريخية جديدة وسط تصاعد الحرب التجارية

وارتفاع الطلب على الملاذات الآمنة

استمر سعر الذهب في مصر في تسجيل مستويات تاريخية جديدة خلال تداولات اليوم الجمعة، مدعومًا بارتفاع سعر الذهب العالمي. فقد سجل الذهب عيار 21 الأكثر شيوعًا في السوق المصري 4650 جنيهًا للجرام، بعد أن افتتح اليوم عند 4630 جنيهًا للجرام، وهذا الارتفاع جاء بعد زيادة قدرها 105 جنيهات أمس، حيث أغلق عند 4570 جنيهًا للجرام، بعدما شهدت الأسعار في بداية تداولات أمس ارتفاعًا كبيرًا من 4465 جنيهًا للجرام.

العوامل المؤثرة على ارتفاع أسعار الذهب

السبب الرئيسي وراء الارتفاع الحالي في الذهب المحلي يعود إلى الزيادة الكبيرة في سعر أونصة الذهب العالمية، التي سجلت بدورها مستوى تاريخيًا جديدًا عند 3227 دولارًا للأونصة، مدفوعة بالمخاوف المتزايدة من تداعيات الحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين، وهذا التوتر التجاري دفع المستثمرين إلى الإقبال على الذهب كملاذ آمن، مما انعكس بشكل مباشر على تسعير الذهب في الأسواق العالمية والمحلية.

في المقابل، سجل الدولار الأميركي انخفاضًا ملحوظًا مقابل الجنيه المصري، ولكن رغم هذا التراجع الطفيف في قيمة الدولار، فقد عوض الارتفاع الكبير في أسعار الذهب العالمية هذا الانخفاض، مما ساهم في استمرار الارتفاع في سعر الذهب المحلي.

مؤشرات التضخم في مصر

فيما يتعلق بالاقتصاد المصري، أعلن البنك المركزي المصري عن تباطؤ معدل التضخم الأساسي في مارس الماضي ليصل إلى 9.4% على أساس سنوي، مقارنةً بمعدل 10% في فبراير. 

وتشير هذه البيانات إلى أن التضخم الأساسي في مصر قد وصل إلى أدنى مستوى له منذ فبراير 2022. أما التضخم العام في مصر فقد شهد ارتفاعًا بنسبة 13.6% في مارس مقارنةً بشهر فبراير، وهو ما يعد أول زيادة في التضخم منذ أكتوبر الماضي.

توقعات أسعار الذهب العالمية والمحلية

توقعات أسعار الذهب العالمية تشير إلى استمرار الاتجاه الصعودي للمعدن النفيس خلال الفترة المقبلة، مع إمكانية وصول سعر أونصة الذهب إلى مستويات أعلى من 3500 دولار أمريكي في عام 2025، وفقًا لتوقعات بنك UBS العالمي. 

ويعكس هذا الاتجاه الصعودي استمرار حالة عدم اليقين العالمي نتيجة للتوترات التجارية والتوقعات بانخفاض النمو الاقتصادي، مما يعزز من طلب المستثمرين على الذهب كملاذ آمن.