التحالف الوطني.. تجربة وطنية لدعم المواطن وتعزيز معيشة الأسر المحتاجة

في ظل التحديات الاقتصادية والاجتماعية التي يشهدها المجتمع المصري، برز التحالف الوطني للعمل الأهلي التنموي كنبض أمل حقيقي للفئات الأولى للرعاية، من خلال تنفيذ مبادرات إنسانية شاملة تسعى إلى دعم الأسر الأكثر احتياجًا وتعزيز مستوى معيشة المواطن. 

ويأتي هذا التحالف كجهد جماعي يجمع 34 كيانًا تنمويًا وخدميًا تعمل بتناغم لتحقيق أثر إيجابي على الصعيد الوطني.

ويُعد التحالف الوطني أحد أكبر التجارب التطوعية في مصر، إذ يمتد نشاطه إلى 27 محافظة داخل جمهورية مصر العربية، بما في ذلك المناطق الحدودية والنائية، مثل وجود 26 جمعية شريكة في الوادي الجديد و18 جمعية شريكة في شمال سيناء بالإضافة إلى 34 جمعية شريكة في جنوب سيناء. 

وهذا الانتشار الواسع يؤكد حرص التحالف على الوصول إلى كافة فئات المجتمع دون استثناء.

وعلاوة على ذلك، يعمل التحالف على تنظيم جهود التطوع والعمل الأهلي من خلال شبكة متكاملة تتكون من أكثر من 325 مقرًا وفرعًا تابعة لمؤسساته، كما يشمل أكثر من 1200 مدرسة مجتمعية موزعة في 11 محافظة، مما يوفر قاعدة بيانات دقيقة لضمان وصول المساعدات إلى مستحقيها. 

وبالإضافة إلى ذلك، تضم الشبكة 5688 نقطة تخزين وعلى مستوى الجمعيات القاعدية يتواجد حوالي 30 ألف جمعية، ما يعكس قدرة التنظيم على تلبية احتياجات المواطنين بشكل فعال وسريع.

ويبرز التحالف الوطني أيضًا من خلال كوادره البشرية المتميزة، إذ يعمل فيه آلاف الموظفين والعاملين من مختلف التخصصات، فضلاً عن الآلاف من المتطوعين الذين ساهموا بما مجموعه 39 مليون ساعة عمل تطوعي خلال عام 2022.

 وقد كان لهذا الدور الحيوي في دفع عجلة التنمية الاجتماعية أثر بالغ في تحسين الخدمات المقدمة للمواطنين.

كما تم إطلاق أكبر منصة لضم كل شباب التطوع في مصر تحت مسمى "الفريق الوطني للتطوع"، مما يساهم في بناء قاعدة متينة من الكوادر المدربة والمدعومة. 

وقد بدأت المبادرة ببرنامج تدريبي شامل لتطوير قدرات المشاركين منذ 18 يناير 2023، بهدف رفع كفاءة العمل التطوعي وتوسيع دائرة المشاركة في مختلف المجالات.

تجسد هذه التجربة الوطنية توحيد الجهود التطوعية والأهلية تحت مظلة واحدة، مع الحرص على استقطاب أعضاء جدد من مختلف التخصصات لتوسيع قاعدة الدعم الاجتماعي. 

وإذ يعتبر التحالف الوطني مثالاً على التعاون المشترك بين الكيانات التنموية والجمعيات الأهلية لتحقيق التغيير الإيجابي المستدام في المجتمع المصري.

وتؤكد هذه المبادرة أن العمل الأهلي ليس مجرد نشاط إنساني، بل هو نظام متكامل يسعى لتقليل الفوارق الاجتماعية والاقتصادية، مما يساهم في بناء مجتمع أكثر تماسكًا وتضامنًا. 

ومن المؤكد أن التجارب الناجحة كالتحالف الوطني ستظل تلهم المزيد من المبادرات الإنسانية التي تعكس روح التضامن والوطنية في مصر.

ومع استمرار التحديات والظروف الاقتصادية الراهنة، يبقى التحالف الوطني رمزًا للتكافل الاجتماعي، يعمل على بناء مستقبل أفضل للمواطن، ويضع بين يديه نموذجًا فريدًا في العمل الأهلي الذي يمثل بمثابة رسالة أمل لكل فئات المجتمع.