أموالك , في عالم المال والأعمال، قلّة من الأشخاص يتمكنون من بناء ثروتهم دون وراثة أو رأس مال أولي. من بين هؤلاء، يبرز رجل الأعمال البريطاني مارك تيلبوري، الذي بدأ حياته بلا مؤهلات أو فلوس ، ليصبح في العشرينات من عمره مليونيرًا عصاميًا. مؤخرًا، نشر تيلبوري عبر منصة “إكس” خارطة طريق من 6 خطوات اعتبرها خطته المثلى لو اضطر للبدء مجددًا من نقطة الصفر. وقد جاءت هذه الخطوات كنتيجة لتجارب حقيقية وعملية، تهدف إلى مساعدة الآخرين على تحقيق الاستقلال المالي.
أولوية الاستثمار وتطوير الذات
أكد تيلبوري أن أول خطوة نحو الثراء هي تحديد ميزانية خاصة للاستثمار، منتقدًا ميل كثير من الناس لتأجيل هذا الجانب. برأيه، الاستثمار لا يجب أن يكون بقايا ما يتبقى من المال، بل أولوية تُمنح جزءًا ثابتًا من الدخل. فبدلاً من صرف الأموال على الكماليات، ينبغي توجيهها نحو ما يحقق عائدًا.
الخطوة الثانية تمثلت في رفع القيمة الذاتية عبر تنمية المهارات. لا يؤمن تيلبوري بانتظار الفرص، بل بتطوير الذات يوميًا، خاصة بإتقان المهارات القابلة للنمو مثل الإلقاء، التفاوض، وصناعة المحتوى. واعتبر أن هذا النوع من الاستثمار هو الأكثر استدامة وتأثيرًا على المدى الطويل.
تنويع مصادر الدخل وبناء أصول خاصة لزيادة أموالك
الخطوة الثالثة التي شدد عليها تيلبوري هي فتح حسابات استثمارية وتنويع مصادر الدخل، مشيرًا إلى أن دخول أسواق المال بشكل منتظم — حتى بمبالغ صغيرة — يمكن أن يؤدي إلى تراكم ثروة حقيقية بمرور الزمن. وأضاف أن الاعتماد على مصدر دخل واحد يعد مخاطرة كبيرة، لذا يجب البحث عن طرق متعددة لتوليد المال.
أما الخطوة الرابعة، فكانت بناء الأصول الخاصة، بدلاً من الاكتفاء بامتلاك حصة من أصول الآخرين عبر الأسهم. وشرح تيلبوري أن تأسيس مشروع أو ابتكار منتج يتيح تحكمًا أكبر في مستقبل الشخص المالي، إلى جانب تحقيق أرباح أعلى. فالشخص الذي يملك أصلاً يُنتج، يملك حرية التطوير والنمو والتحكم في العوائد.
ديون ذكية وحماية أموالك
في الخطوة الخامسة، تحدث تيلبوري عن استخدام الديون بذكاء. فهو لا يرى القروض دائمًا عبئًا، بل أداة إذا أُديرت بشكل مدروس. واستشهد بتجاربه في العقارات، حيث يستغل القروض لشراء وتجديد عقارات ثم إعادة تمويلها بقيمة أعلى، مما يسرّع عملية تراكم الثروة.
أما نصيحته الأخيرة فكانت عدم المساس برأس المال الأساسي، بل الاكتفاء بالإنفاق من العوائد التي تحققها الاستثمارات. هذه القاعدة، بحسب تيلبوري، تضمن استدامة مالية طويلة الأمد، وتقلل القلق من نفاد الموارد.
رحلة ملهمة من الفشل إلى القمة
مارك تيلبوري ليس مجرد رجل أعمال ناجح، بل قصة حية للإرادة والتخطيط المدروس. فمن شابٍ قيل له إنه لن يحقق شيئًا، إلى مليونير يشارك آلاف المتابعين يوميًا نصائحه في المال والحياة. وقد بنى شركات ناجحة في مجالات مختلفة، منها التعليم والصناعة، ويستمر في مشاركة تجاربه لتلهم روّاد الأعمال الجدد.
خارطته ليست مجرد نظريات، بل خطوات مجربة تعكس جوهر النجاح المالي: استثمر، تعلم، نوّع، وابقَ دائمًا في موقع السيطرة على مستقبلك المالي.
