البنك الأوروبي لإعادة الإعمار يقدم 30 مليون دولار لمشروع "سكاتك" للطاقة الشمسية بمصر

أعلن البنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية (EBRD) عن تقديم قرض تمويلي بقيمة 30 مليون دولار لشركة "أوبليسك سولار باور"، وهي شركة تابعة مملوكة بالكامل لشركة "سكاتك إيه إس إيه" (Scatec ASA) النرويجية، الرائدة عالميًا في مجال الطاقة المتجددة. 

يهدف هذا التمويل إلى دعم متطلبات رأس المال لإنشاء مشروع طاقة شمسية هجين بقدرة 1.1 جيجاواط مع نظام تخزين طاقة بالبطاريات بقدرة 100 ميجاواط/200 ميجاواط ساعة في منطقة نجع حمادي بمحافظة قنا في صعيد مصر. 

يُعد هذا المشروع الأول من نوعه في مصر الذي يجمع بين الطاقة الشمسية وتخزين البطاريات، ومن المتوقع أن يكون نموذجًا رائدًا لدمج تخزين الطاقة مع المصادر المتجددة في البلاد، وفقًا لتقرير نشرته صحيفة آيرش تايمز.

يندرج المشروع، المعروف باسم "مشروع أوبليسك"، ضمن جهود مصر الطموحة لزيادة حصة الطاقة المتجددة في مزيج الطاقة الكهربائية لتصل إلى 42% بحلول عام 2030 و65% بحلول عام 2040، كما أشار تقرير لـإنرجي كابيتال باور. 

ومن المتوقع أن يساهم المشروع، بمجرد تشغيله، في تقليل انبعاثات ثاني أكسيد الكربون بحوالي 1.357 مليون طن سنويًا، مما يعزز التزامات مصر المناخية الدولية. وقد بدأت سكاتك أعمال البناء في مايو 2025، حيث يُنفذ المشروع على مرحلتين: 

المرحلة الأولى تشمل 561 ميجاواط من الطاقة الشمسية مع 100 ميجاواط/200 ميجاواط ساعة من تخزين البطاريات، ومن المقرر تشغيلها تجاريًا في النصف الأول من عام 2026.

بينما ستضيف المرحلة الثانية 564 ميجاواط إضافية بحلول النصف الثاني من عام 2026، وفقًا لـبي في ماجازين إنترناشونال.

يبلغ إجمالي التكلفة الرأسمالية للمشروع حوالي 590 مليون دولار، يتم تمويل 80% منها من خلال ديون مشروع طويلة الأجل غير قابلة للرجوع، بينما يغطي التمويل من البنك الأوروبي وصندوق الطاقة العربي، الذي يساهم بقرض بقيمة 90 مليون دولار، الجزء المتبقي من متطلبات رأس المال.

وقد وقّعت سكاتك اتفاقية شراء طاقة مدتها 25 عامًا مقومة بالدولار الأمريكي مع الشركة المصرية لنقل الكهرباء (EETC)، مدعومة بضمان سيادي، مما يعزز الاستقرار المالي للمشروع. 

كما تتولى سكاتك تقديم خدمات الهندسة والتوريد والبناء (EPC)، بالإضافة إلى إدارة الأصول وخدمات التشغيل والصيانة، حيث تشكل خدمات EPC حوالي 70% من إجمالي النفقات الرأسمالية، وفقًا لـ إنتلي نيوز.

يأتي هذا المشروع في إطار برنامج "نُوَفِي" (NWFE) المصري، الذي يهدف إلى تعزيز إمكانات مصر لتصبح مركزًا إقليميًا للطاقة المتجددة. 

وأكدت وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية والتعاون الدولي رانيا المشاط خلال لقاء مع سفير النرويج في القاهرة ومدير عام سكاتك، تيريي بيلسكوج، في مارس 2025، أن إدراج مشاريع سكاتك في هذا البرنامج يعزز الجهود المشتركة لتوفير آليات تمويل مبتكرة من شركاء التنمية متعددي الأطراف والثنائيين، مما يساهم في تعبئة التمويل المختلط لدعم التحول الأخضر. 

وأشارت إلى أن مصر تعمل مع الاتحاد الأوروبي لتفعيل آلية ضمان استثمار بقيمة 1.8 مليار يورو، مما يوفر أدوات تمويل إضافية للقطاع الخاص المحلي والأجنبي، وفقًا لصحيفة آيرش تايمز.

يُعد هذا المشروع جزءًا من استراتيجية سكاتك لتعزيز وجودها في مصر، حيث أبرمت الشركة أيضًا اتفاقية شراء طاقة مع شركة مصر للألمنيوم لتطوير محطة طاقة شمسية بقدرة 1.1 جيجاواط مع نظام تخزين بطاريات، بهدف إزالة الكربون من إنتاج الألمنيوم وتلبية المتطلبات التنظيمية الأوروبية، مثل آلية تعديل حدود الكربون (CBAM) التي ستدخل حيز التنفيذ في 2026. 

وأوضح تقرير لـسولار كوارتر أن هذه الاتفاقية تُعد الأولى من نوعها على نطاق صناعي في مصر مع مستهلك صناعي، مما يعكس اتجاه الشركات نحو دمج مصادر الطاقة المتجددة لتلبية المتطلبات البيئية والسوقية. 

وأشار تيريي بيلسكوج إلى أن هذا الإنجاز يعزز مكانة سكاتك كمنتج رائد للطاقة المتجددة في مصر، التي تسعى لتوسيع قدرتها في هذا المجال في السنوات القادمة.

يعكس دعم البنك الأوروبي لهذا المشروع التزامه بدعم التحول الأخضر في مصر، حيث يُعد المشروع خطوة مهمة نحو تحقيق أهداف الاستدامة وتعزيز مكانة مصر كمركز إقليمي للطاقة المتجددة. 

كما يبرز التعاون بين سكاتك ومؤسسات دولية مثل البنك الأوروبي وصندوق الطاقة العربي قدرة مصر على جذب استثمارات أجنبية في قطاع الطاقة النظيفة، مما يدعم رؤية مصر 2030 للتنمية المستدامة.