تحتفل الكنيسة اليوم بذكرى نياحة القديس العظيم الأنبا مكاريوس الكبير، المعروف بأب الرهبان و أبو البطاركة والأساقفة، وذلك في 27 برمهات، الموافق 5 أبريل 2025. في مثل هذا اليوم من عام 8 ش (392 م)، انتقل الأب المغبوط سراج البرية المنير، القديس العظيم الأنبا مكاريوس الكبير، الذي يُعتبر مؤسس الرهبنة في برية الاسقيط.

لماذا لقب بالقديس الأنبا مكاريوس الكبير
يُطلق عليه لقب القديس الأنبا مكاريوس الكبير لتمييزه عن القديس مقاريوس الصغير الإسكندري الذي عاش في نفس الفترة. يُعد القديس الأنبا مكاريوس الكبير أحد الثلاثة مقارات من القديسين، وقد تأثر بشكل كبير بالقديس العظيم أنبا أنطونيوس، حيث زاره مرتين على الأقل. وصفه المؤرخ سقراط بأنه “الإناء المختار”، بينما قال عنه بالاديوس إنه “تأهل لنوال نعمة الإفراز، مما جعله يرعى الشيخ والشاب، وقد حصل على موهبة شفاء المرضى ومعرفة أسرار المستقبل”.
معلومات عن القديس الأنبا مكاريوس الكبير
ولد هذا القديس في شبشير التابعة لمركز منوف، من أبوين صالحين. كان اسم والده القس إبراهيم، ولم يكن له أبناء. وفي إحدى الليالي، رأى في رؤيا شخصًا من قبل الرب يخبره بأن الله سيرزقه ولدًا سيكون اسمه مشهورًا في جميع أنحاء الأرض، وسيمنحه أبناءً روحانيين. وبعد فترة، رزق هذا القديس بولد أطلق عليه اسم مقارة آي الطوباوي، وكان بارًا وطائعًا لوالديه، وقد نالت عليه نعمة الله منذ صغره. وعندما كبر، زوجه والداه رغمًا عنه، فتظاهر بالمرض لعدة أيام، ثم طلب من والده أن يسمح له بالذهاب إلى البرية لتغيير الأجواء، فوافق له.

القديس الأنبا مكاريوس الكبير
وعندما وصل إلى البرية، صلى إلى الرب يسوع طالبًا العون في القيام بما يرضيه. وفي البرية، رأى رؤيا كأن كاروبًا ذا أجنحة أمسك بيده وأخذه إلى قمة الجبل، حيث أراه كل البرية من الشرق والغرب والشمال والجنوب، وأخبره أن الله قد منحك هذا الجبل ميراثًا لك ولأبنائك من بعدك، وحذره أن يتذكر ما يقوله له: إذا سلكت بكمال، سأظهر لك وأعلن لك كلمات الله. وقد قيل إن الكاروب رافقه طوال حياته تقريبًا. وعندما عاد من البرية، اكتشف أن زوجته قد توفيت وهي لا تزال عذراء، فشكر السيد المسيح كثيرًا.
قصة عن عنقود عنب
اكتشف القديس الأنبا مكاريوس الكبير أن الفهم العميق للتوحد لا يقتصر على الانعزال عن الناس، بل يتجلى في الرغبة الحقيقية في الاتحاد مع الله، الذي يحب البشرية. المتوحد الحقيقي يبتعد بجسده عن الآخرين، لكنه في الواقع يحمل محبة لكل إنسان. كان جو الحب والحنان يسود بين رهبانه، مما يعكس حب القديس لهم. وقد رواه لنا روفينوس قصة عن عنقود عنب قُدم للقديس، حيث قام بتقديمه لراهب مريض، وانتقل هذا العنقود من راهب إلى آخر في جميع القلالي دون أن يلمسه أحد منهم ليقدمه للآخرين.

يوم نياحة القديس الأنبا مكاريوس الكبير
في يوم نياحة ، شهد القديسون أنطونيوس وباخوميوس مع مجموعة من القديسين والملائكة. توفي عن عمر يناهز سبعًا وتسعين سنة، وكان ذلك في السابع والعشرين من شهر برمهات. وقد أوصى تلاميذه بإخفاء جسده، إلا أن مجموعة من سكان شبشير جاءت وسرقت جسده، ثم قامت ببناء كنيسة له وضعت فيها جسده لمدة تقارب مائة وستين سنة، حتى جاء زمن مملكة العرب وبناء القلالي، حيث تم إعادته إلى ديره.